موجة غضب شديدة وحالة من الاستياء أثارت الرأي العام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، عقب انتشار منشور يسرد واقعة وفاة طفلة مريضة بمرض السكري في عمر الزهور، مع المطالبة بمحاكمة الطبيب المتسبب في وفاتها، عقب ساعات من دخولها غرفة الرعاية المركزة، والادعاء بأنه كان يعالجها بعلاج بديل الأنسولينن رجح المنشور المتداول أنه سببًا في وفاتها.

وفاة طفلة مريضة السكري

جاء المنشور الذي يروي قصة وفاة الطفلة، بعمر الـ15 عامًا، داخل إحدى المستشفيات: «طفلة 15 سنة وصلت استقبال الطوارئ الساعة 4 الفجر فاقدة الوعي، وعلامتها الحيوية ضايعة، وقالت الأم إنها مريضة سكري فتوقعنا كلنا أنها غيبوبة سكري كيتونية (DKA)، وسحبنا تحاليل والبنت طلعت العناية، بنسأل أم البنت بتاخد نوع أنسولين إيه؟، الأم ردت وقالت إن عمرها ما خدت أنسولين، وإنها ماشية على أقراص».

وتابع المنشور الذي أثار الرأي العام، وضجة كبيرة من رواد السوشيال ميديا:« أخصائي الأطفال بدأ يتعامل مع الحالة، وبدأت تاخد علاجها ومحاليها والأنسولين، لكن البنت كانت حالتها سيئة جدا وكان متوقع إنها تموت في أي لحظة، وبالفعل ساعة تقريبا والبنت حصلها أرست (توقف القلب) وبدأوا يشتغلوا معها لكن توفاها الله الساعة 7 تقريبا، بمراجعة اسم الدكتور اللي الأسرة متابعة معاه، لقينا إنه بيدي سيدوفاج لطفلة بديل للأنسولين وده دكتور متعدد التخصصات بيعالج كل حاجة وفاتح عيادة باسمه وتحت العيادة معمل باسمه، وآخرها يتسبب في موت مباشر لطفلة في السن ده بالشكل ده».

الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذة أمراض السكر والغدد بكلية بطب قصر العيني ورئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر، تحدثت عن بدائل الأنسولين للأطفال، عقب وفاة الطفلة التي أصبحت حديث الرواد على موقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك»، إذ قالت لـ«هُن»، إن تشخيص الأطفال بمرض السكري يتم على أكثر من مرحلة للتأكد من الإصابة بالنوع الأول أو الثاني، فالنوع الأخير يصاب به الأطفال في عامهم العاشر، وفي فترة المراهقة، ويُصيب الفتيات أكثر من الشباب، وغالبًا ما يكون وزن الطفل زائدًا عن الحد، ولديه تاريخًا مرضيًا وراثيًا في الأسرة.

وهناك بعض التحاليل التي تُجرى للتأكد حال إصابة الطفل من النوع الثاني من مرض السكري، والذي يمكن علاجه عن طريق أقراص الميتفورمين، وفي حالة عدم كفايتها يمكن العلاج عن طريق الأنسولين طويل المفعول، وهناك أدوية جديدة «GLB1RE» لعلاجها.

بدائل الأنسولين للأطفال

وأشارت الدكتورة إيناس شلتوت، خلال الحديث، إلى أن النوع الأول من السكري، غالبا ما يصيب الأطفال قبل بلوغ عامهم العاشر، فالطفل في البداية يُصاب بغيبوبة كيتونية، وهو ما حدث مع الطفلة، وإذا كان الطبيب الذي شخص حالتها قرر لها الأنسولين، هذا يدل على إنها  مصابة بالنوع الأول، مضيفة أن هذا النوع ليس له علاج غير الأنسولين: «إحنا مش عارفين تاريخها المرضي ولا جالها في سن إيه، لو كان جالها وهي صغيرة يبقى من النوع الأول على طول، لو كانت ابتدت بغيبوبة كيتونية في بداية التشخيص، ليس له علاج سوى حقن الأنسولين».