رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أم تبكي في مناقشة دكتوراه ابنتها الراحلة: ماتت قبل ما تحقق حلمها

كتب: نهى نصر -

02:09 م | الأحد 06 مارس 2022

مناقشة رسالة الدكتورة شيماء

لحظات ينتظرها كل باحث وهو يرى جهوده التي بذلها تعود إليه ولم تُهدر، هكذا كانت شيماء السيد تنتظر اليوم الذي ستناقش فيه رسالة الدكتوراة التي قضت فيها 5 سنوات حتى تنتهي من استكمالها، لكن القدر لم يمهلها كثيرا كي تحقق حلمها الذي سعت من أجله، لتفارق الحياة إثر تعرضها لحادث أليم راح ضحيته ابنها أيضًا، ونظرا لكفاءتها العلمية وأخلاقها الحسنة، منحتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، درجة الدكتوراة بعد وفاتها في واقعة تحدث للمرة الأولى.

الأم: كنت حاسة إن بنتي هتموت وتسيبني

بدموع مزجت بين الحزن والمرارة، تحدثت أمينة حامد، والدة الباحثة الراحلة لـ«الوطن»، عن ابنتها التي ماتت قبل أن تحقق حلمها: «شيماء كانت متفوقة من صغرها وعارفة ربنا كويس جدا وكنت بذاكرلها وكانت جايبة مجموع 99% في الثانوية العامة أدبي، وكانت مصممة إنها تحقق أعلى الدرجات العلمية»، مشيرة إلى أنه بعد تعيين ابنتها معيده بالجامعة، كتبت رسالة الماجستير وناقشتها حتى حصلت على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف وأصبحت مدرس مساعد بالكلية.

خمس سنوات، هي المدة التي قضتها «شيماء» كي تستكمل رسالة الدكتوراة التي حملت عنوان «سياسات النمو الأخضر»، وكانت ستناقشها خلال الأشهر المقبلة: «قبل ما تعمل الحادثة، كانت عندي وقالتلي تعالي ياماما شوفي الرسالة خلصتها ومش فاضل فيها غير الخاتمة»، بحسب ما روته والدتها، لافتة إلى أن ابنتها كانت تستيقظ منذ أذان الفجر كي تنهي عملها وتتفرغ لرسالتها.

«بنتي قبل ما تعمل الحادثة بساعات كانت بتشرح سيكشن أونلاين للطلاب».. بتلك الكلمات الباكية، استعادت الأم تفاصيل اليوم المأساوي الذي تعرضت فيها ابنتها للحادث:« كان معاها سيكشن وقفلت الأوضة وبعدين قالتلي أنا هسافر بقا أنا والعيال عشان ألحق أكمل رسالة الدكتوراة وبعد العيد هناقشها»، وبعد ساعة واحدة تلقت الأم خبر نقل ابنتها وأحفادها إلى المستشفى، واصفة تلك اللحظة القاسية بقولها:«الدنيا كلها أسودت قدامي وقتها وكلمت أخوها يشوف الموضوع مكنتش مصدقة، ولما زورتها آخر مرة قبل ماتموت بـ3 أيام، كان قلبي حاسس إنها هتسيبني وتروح للي خلقها وقولت لأخوها قلبي بقولي شيماء هتموت».

 

الأم: سعيدة بحصول «شيماء» على الدكتوراة بعد وفاتها

قرار كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة مناقشة رسالة الدكتوراه لابنتها رغم وفاتها، ساعد الأم الملكومة في التغلب على الحزن الدفين برحيل ابنتها، وعبرت عن سعادتها بذلك الأمر: « كنت وقتها فرحانة وبعيط في نفس الوقت عشان تعب بنتي مراحش على الفاضي وكل الدكاترة زمايلها كانوا بيعيطوا عليها»، معبرة عن مدي فخرها بابنتها، وأن يحفظ الله سبحانه وتعالى لها حفيدتها «حبيبة» كي تستكمل مسيرة والدتها الراحلة.