كتب: ياسمين أحمد -
09:24 ص | السبت 05 فبراير 2022
لم يستسلم لليأس بالرغم من فقدانه لذراعيه، ومن الممكن بل مؤكد أن قصته يمكن أن تكون مصدرا للأمل والإلهام لتخطي مواقف الحياة المؤلمة مهما بلغت صعوبتها، فبعد مرور 23 من الحادث وتأكيد الأطباء المستمر عن استحالة العثور على متبرع، مكالمة هاتفية واحدة غيَّرت مجرى حياة «فيليكس جريتارسون».
فيليكس شاب عشريني يبلغ من العمر 25 عامل من أيسلندا، تعرض لحادث نتج عنه فقدان ذراعيه، ومنذ ذلك الحين انقلبت حياته رأسا على عقب، فكان رجلا متزوجا وأبا لطفلين، ويقول «فيليكس» وفقا لموقع «برايت سايد» الأمريكي: «لم يعد بإمكاني حمل فتياتي الصغيرات بعد الآن، ولم أستطع إطعام نفسي أو حتى القيام بنظافتي الشخصية».
كان فيليكس محظوظا لامتلكه زوجة وأصدقاء قدموا له الدعم النفسي، وبرغم ذلك كان غير متقبلا لحياته الجديدة، وحالته المادية كانت لا تسمح بالخضوع لعملية زرع ذراعين أو تركيب أطراف صناعية.
بعد مرور 23 من وقوع الحادث تلقى فيليكس مكالمة هاتفية من أم فرنسية تواصلت مع أحد المستشفيات وأبلغتهم عن رغبة ابنها بالتبرع بأعضائه بعد وفاته، وتواصلت الفريق المتابع لحالة فيليكس وبمساعدة زوجته «سيلويا» قام بعملية زراعة ذراعين، ويعبر عن إحساسه بعد خضوعه للعملية: «وكأن شاحنتين متوقفتين على كتفي» لكن مع مرور الوقت استطاع فيليكس أن يتكيف ويتأقلم مع الأذرع الجديدة.
فيليكس يديه لا تتحركان حتى الآن، الكتفان والمرفقان والمعصمان تعمل جيدا، ويقول: «المعاناة اختيار، لكننا دائما مسؤولين عن اختيار الرد الصحيح في أي ظرف مهما كان صعب والصبر دائما يمنحنا القوة، ولا تستسلم أبدا لأحلامك».
يقوم فيليكس الآن بالتدريس وعمل ورش لتعليم الناس كيفية التأقلم مع الظروف الصعبة وكيفية التواصل الفعال مع المجتمع.