قبل 10 أعوام قادتها الصدفة للعمل بمهنة شاقة ربما لا تتناسب مع أنوثتها، إذ قررت تحدي الظروف فلا يوجد في قاموسها وحياتها كلمة مستحيل، إذ قررت السيدة الأربعينية هبة عبدالرحمن، من منطقة مدينة نصر، في محافظة القاهرة، العمل بمجال النقاشة التي غلبت عليها النظرة الذكورية، وارتداء ثوب مصبوغ بدهانات «البوية» ممسكةً بيدها «الفرشة» وتقف أمام الجدران الأسمنتية لتحولها للوحة فنية تُدخل الحياة بها وتغيرها.

الأم تؤدي رسالتها في الحياة: عندي بنت في الجامعة الأمريكية

السيدة هبة عبدالرحمن، مطلقة وهي أم لثلاث فتيات، إحداهن تدرس في كلية الإعلام، وأصغرهن في المرحلة الإعدادية، والتي كرست حياتها لتأدية رسالتها معهن في الحياة، لتعمل بدور الأب والأم.

«النقاشة جت معايا صدفة كانت تحدي وقبلت أخوضه»، بهذة العبارة بدأت الأسطي الأربعينية هبة عبدالرحمن، سرد كواليس عملها في مهنة الرجال، خلال حديثها لـ«الوطن»، إذ قالت:«كنت شغالة مساعدة تمريض وفي دكتورة عايزة تعمل ريسيشن، والنقاش طلب منها مبلغ كبير، واتحديتها وقولتلها هعمل الشغل والمون ولو عجبك هتدفعي نص المصنعية اللي الراجل قالك عليها، وفعلا نجحت في التجربة وهي شجعتني من بعدها إني أكمل وكانت بتجبلي زبائن».

الأسطى«هبة» تفوقت على الرجال في النقاشة

تتسلم الأسطى «هبة» الشقة على المحارة، ومن هنا تبدأ مهمتها الكبرى من تأسيسي وتنظيف ومعجنة ودهان كامل للأبواب والشبابيك والغرف، دون كلل أو تعب إذ تعتبر تلك المهنة الصديق الذي تقضي معه أوقاتها الحلوة، متابعةً: «في الأول مكنش معايا تليفون أندرويد، أنا من النوع اللي بحب أعمل كل حاجة بنفسي، واتعلمت المهنة من سنين، ماما كانت بتحب تجدد كل سنة وكنت بحب أقف مع الصنايعية وبلقط شغلهم وطريقتهم».

شكاوى وغيرة من الرجال: هتقعدينا في البيت

بعدما اقتحمت السيدة الأربعينة مهنة النقاشة، بدأ النقاشون من الرجال يتواصلون معها عبر الهاتف كونها تفوقت عليهم وأصبح الطلب عليها أكثر منهم، إذ قالت:«بيقولولي هتقعدينا في البيت، بشتغل في العيادة بعد الظهر ولو اطلب مني شغل في النقاشة بقوم من بدري وأخلص وأرجع أكمل تاني».

دعم كبيرة لقيته السيدة الأربعينية «هبة» سواء من المحيطين بها أو من بناتها اللواتي يشجعنها على الاستمرار والتميز، «ناس كتيرة عاجبهم الموضوع ومبسوطين، بناتي فخورين بيا ومبسوطين، الموضوع في الأول بيبقى صعب حد يصدقه ولكن مع الوقت بينبهروا بشغلي».