رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«يارا» نقاشة وسواقة رغم المؤهل العالي: اشتغلت كل حاجة عشان العيال

كتب: نرمين عبد العزيز -

تصوير: نرمين عبد العزيز

10:22 م | السبت 30 أكتوبر 2021

يارا

بعد طلاقها، لم تترك يارا أحمد، مهنة إلا وعملت بها، لتنفق على طفليها، اللذين تخلى عنهما والدهما، لتعمل في 5 مهن مختلفة، جميعها تبتعد عن مجال دراستها في كلية التجارة، فمن سائقة تاكسي إلى بائعة فول إلى سباكة ثم نقاشة وأخيرا خياطة، ظلت السيدة الثلاثينية تكافح مع الحياة، غير عابئة بنظرات المجتمع لها.

يارا أحمد، 33 عاما، تخرجت في كلية التجارة بجامعة عين شمس، وهي أم لطفلين، عاشت الكثير من الصعوبات بعد طلاقها، ففي لحظة وجدت نفسها تتحمل مسؤولية طفليها كاملة، بعد تخلي والدهما عنهما، فحتى المصاريف الشخصية الخاصة بهما لم يتكفل بها، لتقرر حسب حديثها لـ«هُن» عدم الاستسلام بعد طلاقها، فاستجمعت قواها، لمواجهة الحياة مرة أخرى، لمساعدة نفسها، وأسرتها الصغيرة. 

البداية من سيارة قديمة

البداية كانت من سيارة قديمة كانت تمتلكها، فقررت العمل عليها «تاكسي»، وبالفعل اشترت العلامات التي تدل على أن السيارة «تاكسي»، وعملت عليها لمدة 6 أشهر حتى تستطيع تجميع مبلغ لشراء سيارة حديثة، لتعمل عليها من خلال شركة «أوبر»، وظلت تعمل حتى جمعت ثمن مقدم السيارة وقامت بالفعل بدفع مقدم السيارة والتقديم في «أوبر» للعمل معها: «أوبر بالنسبالي كانت علاقات أكتر عشان أقدر أوصل لأي شغل تاني يجيبلي فلوس».

وبالطبع لم تسلم «يارا» من المضايقات التي تعرضت لها بحكم نظرة المجتمع للمرأة العاملة في مهنة ارتبطت طويلا بالرجال، فلم تسلم من المضايقات، وعدم دعم أقرب الناس ليها. 

الانتقال بين مهن مختلفة

ويبدو أن العمل من خلال «أوبر» لم يكف كل احتياجات أسرتها الصغيرة، فلم تجد السيدة حرجا في العمل في مهن أخرى ليس لها علاقة ببعضها، فقط كان هدفها جلب المال، حتى تكفي أبنائها وكامل احتياجاتهم، «اشتغلت في النقاشة والسباكة وتفصيل الملابس والديكور وعلى عربية فول، وكل فترة لازم أحاول وهفضل أحاول عشان ولادي ميحتاجوش حاجة».

وحتى الآن لم تستقر يارا، على مهنة واحدة، لأن ظروفها المادية لم تستقر بسبب التزاماتها العديدة، فهي تجتهد إلى هذا الحين، ولكن يبقى حلمها الوحيد هو الاستقرار في مهنة «الفاشون ديزاينر» لأنه مصدر دخل ربح جيد.

الطفلان يدفعان الثمن: بيعملوا كل حاجة لنفسهم

ولم تعاني «يارا» وحدها من الظروف التي اضطرتها للعمل في كل شيء، ولكن أيضا دفع طفليها مع الثمن، فقد كانت تتركهما كثيرا بمفردهما، عندما تخرج للعمل، فبدأ تربيهم على كيفية الاعتماد على أنفسهم وأن يتوليا شؤونهما، حتى اعتادا على الاعتماد على أنغسهما في سن صغيرة «فهمتهم ظروفهم التي بيمروا بهم ووضعهم المختلف»، وهو ما جعل التجربة تنجح، «ولادي دلوقتي مكملوش 10 سنين وبيعرفوا يغسلوا هدومهم ويعملوا لنفسهم حاجة ياكلوها».