رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«إلهام» تحارب تلوث البيئة بتدوير الملابس القديمة: «عملت بيجامة لبنتي من بلوفر جوزي»

كتب: شيماء عادل -

03:02 م | الأحد 07 نوفمبر 2021

جانب من الحقائب القماش التي تنتجها " إلهام"

بعد زواجها وانتقالها من القاهرة إلى دمياط، لم تتمكن الفتاة الثلاثينية من استكمال عملها في مهنة الصحافة، العمل الذي يشترط تواجدها بشكل يومي في مقر الجريدة، وهو ما ترتب عليه شعورها بحالة من الوحدة والعزلة في المحافظة الجديدة التي لا تعرف فيها أحدا، لتبدأ بالتفكير في مشروع يساعدها على فك هذه العزلة، وتكوين شبكة من الصداقات داخل المحافظة، وبعد تفكير كبير وجدت إلهام الجمّال، ضالتها في ماكينة الخياطة الخاصة بوالدتها، وعرضت مهاراتها في التفصيل وتصليح الملابس القديمة من خلال المجموعات النسائية للمنطقة التي تقطن فيها على «فيس بوك».

«لم يمر وقت طويل حتى أرسلت لي إحدى السيدات، تطلب مني أن أقوم بتركيب سوستة لقطعة ملابس، ثم عرضت علي أن أقوم بتفصيل قطعة قماش لها لتكون ملاية سرير، وفي نفس اليوم لقيت واحدة بتقولي أنقذيني بنتي عندها حفلة بكرة ومحتاجة أفصل لها جلابية فلاحي»، بهذه الكلمات بدأت «إلهام» حديثها عن أول أعمالها في هذا المجال.

أول قطعة ملابس قمت بتدويرها بلوفر زوجي

تتذكر «إلهام» أول قطعة ملابس قامت بإعادة تدويرها، «كانت بلوفر لجوزي، قمت بفكه وتحويله إلى بيجامة لبنتي الصغيرة، وقمت بعرضها على صفحتي، لم يصدق الناس في البداية أن تلك البيجامة جاءت من هذا البلوفر، وفوجئت ببعضهم يرسلون لي رسائل لإعادة تدويرملابس قديمة لهم».

وحول مدى تقبل الناس لفكرة إعادة تدوير ملابسهم القديمة: «الناس كان عندها مشكلة في البداية لأن المستوى المعيشي في دمياط مرتفع، أغلبهم تجار وأصحاب محال، وبيحبوا يلبسوا كويس وأغلب لبسهم ماركات، فكانت السيدات ترسل لي الملابس شريطة ألا يعرف أحد بالأمر، وبالفعل كنت أقوم بتدويرها، وأقوم بنشرها على صفحتي دون الإشارة لهم».

تدوير الملابس القديمة تعلمتها من والدتي

فكرة إعادة تدوير الملابس، والاستفادة من القماش الذي يصعب تحليله، وتعد صناعته من أكثر الصناعات الملوثة للبيئة، سواء من خلال البصمة الكربونية الناتجة عن مصانع إنتاج الملابس، أو من خلال الأصباغ التي تجد طريقها إلى مجاري المياه ومن ثم تلويثها، فكرة قديمة ورثتها «إلهام» عن والدتها، وكانت منتشرة بين السيدات المصريات قديما، «شوفت والدتي كانت بتفك ملابس أخواتي الكبيرة، وتقوم بإعادة تدويرها وصناعة ملابس لي أنا وأخواتي الأصغر، مفيش حاجة كانت بتترمي».

القماش نعمة وله سحر خاص

تأمل «إلهام» في انتشار مشروعها الذي يحمل اسم «لوما»، وبدأته منذ 4 سنوات تحديدا في 2017، والذي يعتمد على توظيف القماش، وصناعة منتجات منه، سواء جديدة أو معاد تدويرها، «القماش نعمة له روح وسحر خاص، ناس كتير مننا بتتبرع بملابس قديمة لها، لكن في ملابس تانية صعب التبرع بيها لأنها بتكون مقطوعة أو فيها بقع، ودي اللي إحنا بنستهدفها، ممكن نستغلها وناخد الجزء الصالح منها ونعمل له إعادة تدوير، والعالم كله بدأ يتجه إلى إعادة تدوير الملابس، كان آخرها ملابس الفنانة الأمريكية أنجلينا جولي، التي قامت بإعادة تدوير ملابسها لتكون مناسبة لبناتها».

عشق «إلهام» للقماش وكرهها للشنط البلاستيكية، لضررها على البيئة بشكل عام والكائنات البحرية بشكل خاص، جعلها تقوم بإنتاج شنط من القماش، وبدأت بتصنيع شنط قماشية للبحر والنوادي والمدارس ووصلت لتصنيع حقائب مخصصة للتسوق،«بكره الشنط البلاستيك بحاول أتجنبها، خاصة أنها غير قابلة للتحلل، وتعد تهديد كبير جدا للبيئة، قررت اشتري قماش (الدك) وأضيف له لمسة جمالية من خلال الرسم على الحقائب باستخدام ألوان ثابتة، عشان يتم غسلها أكثر من مرة من غير ما تتأثر الرسومات أو الألوان، عندي أمل إن فكرة الحقائب القماش تنتشر والناس تعرف قيمتها وأنها أفضل من حيث الاستدامة والشكل والحفاظ على البيئة».