رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

زي «ابن ذات» حكاية «سيؤدور» طفل مصري مبيعرفش يتكلم عربي: «كله إنجليزي»

كتب: آية أشرف -

11:12 ص | الخميس 21 أكتوبر 2021

سيؤدور وشقيقته

داخل غرفة مليئة بالألعاب، وشاشة كبيرة لا تحمل سوى أفلام الكارتون، يجلس «سيؤدور زايد» منذ أن بدأ يدرك ما حوله، يستمتع بالألعاب، ويعيش مع أفلام الكارتون، لا تجمعه مواضيع أو مواقف كثيرة مع أشقائه، نظرًا لفارق العمر الذي تخطى 15 عاما بينهم، فكانت أفلام الكارتون هي ملاذه الوحيد، يحاول تقليدها ليس تقليد المشاهد، لكن في اللهجة واللغة، حتى باتت تسيطر على وجدانه.

أفلام الكارتون ضيعت هوية سيؤدور المصري

تلعثم، قلة في الكلام، ومشاكل اعتيادية عند الحديث، مر بها «سيؤدور» مثل باقي الأطفال في عمره، ما جعل الأسرة تعتقد أن الأمر هينًا، إلى أن أتم الطفل عامه الرابع، ليبدأ حديثه باللغة الأجنبية فقط، ولا يدرك من العربية أي كلمات، رغم كونه مصري يعيش في أرض الكنانة، إلا أنه أصبح مغتربًا عن لغته وهويته، فأصبحت حتى الدراسة غير قادرة على إصلاح ما أفسدته أفلام الكارتون، بل باتت عبئا زائدا عليه، لرسوبه باللغة العربية، وتنمر الطلاب والمدرسين به، ليعيش «سيؤدور» صاحب الـ10 أعوام العديد من المشكلات.

ربما بقاء الطفل لساعات طويلة، داخل غرفته منعزلًا مع عالم أفلام الكارتون كان سببًا لتأثره باللغة، وفقًا لما أكدته سارة زايد، شقيقته الكُبرى: «لما سيؤدور اتولد، كنت أنا في ثانوية عامة، وأخويا كمان التاني أكبر منه بـ10 سنين، فطبيعي كنا منشغلين بالدراسة، وسبناه للكارتون يتسلى فيه».

يتهته ولا يفهم العربية

تلعثم الطفل في البداية، كان للأسرة أمرا بديهيا كأي طفل صغير، قبل أن يتطور الوضع إلى أزمة: «كان بيتهته شوية، قولنا عشان هو طفل صغير مش عارف يتكلم أوي، لحد ما بقى كلامه كله إنجليزي، مش عارف العربي، ولا قادر يتعامل معاه من وهو 4 سنين».

لا يعاني من التوحد

احتمالية معاناة الطفل من التوحد، طرأت على ذهن الأسرة وبادرت لاتخاذ خطوات علاجه، إلا أنها اكتشفت أنه لا يعاني من التوحد: «هو مش منعزل، بالعكس بيتعامل معانا، ولما راح المدرسة عمل صحاب، واتعامل واتكلم معاهم عادي، والدكاترة أكدوا أن مفيش توحد». 

رسوب في العربي ومناشدة للمدرسة

رسوب الطالب «سيؤدور»، في مادة اللغة العربية، عرضه للكثير من المضايقات والتنمر من الطلاب والمُعلمين: «حتى المدرسيبن بيستهزقوا بحالته، ومش فاهمين أن ده وضع خاص، خصوصًا إنه بيسقط في العربي، لأنه مش فاهمه، ولا عارف يتعامل مع المادة».

مناشدة ورجاء وجهتهما أسرة الطفل، إلى إدارة المدرسة، لتسهيل دخول مُربية معه أو مُدربة «شادو تيتشر»، لتكون حلقة الوصل بينه وبين منهج وامتحانات اللغة العربية، بالتوازي مع محاولات أسرته لعلاجه لدى المتخصصين: «إحنا بس عاوزينهم يفهموا حالته ويقدروها، ويدونا شهادة فعلا باللي بيمر بيه، ويسمحوا ندخل معاه شادو تيتشر تساعده لحد ما المتخصصين يتعاملوا معاه».