كتب: سمر صالح -
04:09 م | الجمعة 24 سبتمبر 2021
قبل 3 سنوات تهادى إيقاع حياتها، بعد انشغال أبنائها في حياتهم الجامعية، بما لم تعتاده من قبل، يضيق صدرها من السكون والرتابة، فاتخذت قرارًا فرديًا بممارسة هوايتها، التي حال بينها وبين ممارستها التزامات الزواج، نفضت غبار الزمن عن موهبتها، وعزمت على ممارستها، بعد أن تجاوزت الأربعين، حوّلت غرفة سفرة بيتها إلى ورشة لـ«الديكوباج»: «مابحبش الفراغ، قررت أمارس هوايتي اللي اتحرمت منها زمان، بسبب المسؤوليات، ودخلت كلية بعيدة عن الفن، عشان أرضي أبويا» تقول الأم هبة البغدادي، في بداية حديثها لـ«هن».
قبل أن تدخل مصر، دائرة الحظر الكلي جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، في الموجة الأولى من الوباء، بدأت الأم «هبة»، في حضور تدريب لفن «الديكوباج»، لإعادة تدوير الأشياء القديمة كالأثاث، حتى جاءت قرارات الحظر، وأغلقت قاعات التدريب أبوابها، وتحولت المحاضرات عبر الإنترنت: «كملت الكورسات أونلاين ومستوايا اتطور، وبدأت أطبق عملي في البيت، وأستغل أوقات الفراغ وأنا مبسوطة»، على عكس ما شعر به الجميع من تقييد لحريتهم خلال تلك الفترة.
قطع الأثاث القديمة التي بهت لون طلائها، حولتها «هبة» إلى لوحات ناطقة بألوان زاهية، أعجبت من حولها: «ولادي وزوجي شجعوني أكمل»، حتى انتشرت موهبتها بين جيرانها وأفراد عائلتها وبدأت في تجديد قطع الأثاث القديمة لديهم: «بقيت أعمل شغل للجيران وأهلي بمبلغ رمزي جدا، ومبسوطة إني بعمل حاجة بحبها، بعد سنين طويلة من الجواز والمسؤولية».
غرفة السفرة التي حولتها الأم الأربعينية، إلى ورشة لممارسة فنها بها، زادت ازدحاما بخامات التلوين يوم بعد يوم: «خدتها فرصة أطلع الفن اللي جوايا»، تحلم بتدشين «جاليري» خاص بها لعرض منتجاتها أمام الجميع: «مش مهم العائد المادي، المهم إني بعمل الحاجة اللي بحبها».