رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«نور» طالبة صباحا وبائعة كبدة «بعد الضهر»: «بكسب 15 جنيه في اليوم» (صور)

كتب: آية المليجى -

09:38 م | الأحد 05 سبتمبر 2021

نور تبيع على عربة الكبدة

رسمت حياة مختلفة عن باقي قريناتها، رغبت في تحمل المسؤولية عن والدها لأجل راحته، ارتدت ثوب العمل رغم سنها الصغير، الذي لا يتجاوز الـ17 عامًا، وقفت «نور الشرقاوي» على عربة الكبدة، محل والدها، للعمل مكانه والبيع للزبائن، مهمة جديدة أكسبت «آخر العنقود» خبرة حياتية أعلى من عمرها الحقيقي.

قبل أكثر من 3 أشهر، أجرى طارق الشرقاوي، عملية مياه بيضاء في عينه، وحافظ على عربة الكبدة والتي يعمل عليها منذ أكثر من 35 عاما في أحد شوارع المطرية، فهي مصدر رزقه، بعدما أحيل للمعاش المبكر بعدما عمل في أحد الشركات الخاصة، ليقرر افتتاح «عربة الكبدة» وتصبح مصدر إضافي تيسيرًا للإنفاق على أسرته المكونة من الزوجة و5 بنات أصغرهن «نور»، التي تدرس بالصف الثاني ثانوي صنايع. 

إلحاح نور للنزول رفقة والدها على عربة الكبدة

رغبت «نور» في النزول محل والدها على عربة الكبدة، حاولت إقناعه كثيرًا لكن دون موافقة، استخدمت الفتاة الصغيرة حيلا كثيرة لإرضائه، فالعربة أسفل المنزل الذي يقيمون به، وبعد «محايلات» كثيرة وافق الأب أخيرًا أن تقف بجواره الابنة الصغرى لمساعدته «العربية هي اللي معيشانا»، بحسب حديث «نور» لـ«هن». 

استعدت «نور» للنزول رفقة والدها على عربة الكبدة، شعور بالخجل ما زالت تتذكره حتى الآن، ربما لم تدرك سببه بالتحديد، لكنه سرعان ما انتهى بالسعادة والتشجيع التي رأتها ممن حولها من أبناء منطقتها وأقاربها «كانوا مبسوطين إني بساعد بابا»، مهام بسيطة تسلمتها الابنة من والدها، منها تعبئة السندوتشات وإعطائها للزبائن والسرعة في حسبة الفلوس التي تتسلمها من الزبائن «كنت مبسوطة».

 

نزول نور بمفردها على عربة الكبدة

على هذا الحال ظلت «نور» ترافق والدها على عربة الكبدة طيلة أيام، حتى أتقنت عملها واطمأن الأب على ابنته، فالتزم المنزل، مكتفيًا بإعداد وتحضير الكبدة والسجق في المنزل، وإعطائهما لابنته حين تنزل تقف على العربة وتتولى مهمة البيع بمفردها «بقيت اشتغل لوحدي على العربية». 

تختلف أوقات «نور» في الوقوف على «عربة الكبدة»، بعدما عادت لحضور دروسها مرة أخرى، فهي طالبة بالصف الثاني صنايع، فبعد الانتهاء من درسها تذهب لعملها على العربة، والذي يمتد مع انتهاء الطعام الذي حضره الأسره «لما بخلص الدرس بفتح العربية، ممكن من 1 الضهر لغاية 11 بليل».

من 10 إلى 15 جنيها مكسب نور اليومي

الشهرة التي اكتسبها «عم طارق» من عمله، أعطت الحماية لـ«نور» من أي مضايقات، فلا أي حد يقدر على مضايقتها سواء بالحديث أو الفعل شيء يزعجها «الكل عارف إني بنت عم طارق، محدش ضايقني»، وبعدما تنتهي الابنة من عملها يفاجئها الأب بمكسبها اليومي الذي يتراوح بين 10 إلى 15 جنيها.

وش السعد.. مكسب العربة زاد مع وقوف نور

«وش السعد» هكذا لقب الأب ابنته التي ازداد على يديها مكسب العربة شهريًا: «بابا قالي إن العربية كسبت أكتر لما نزلت، يمكن عشان أنا بنت وبشد الناس أكتر فبيجوا يقفوا يتكلموا معايا ويعرفوا القصة». 

رغم حياة «نور» التي اختلفت عن باقي قريناتها، لكن تعلمت الكثير من عملها في سن مبكر، فهي أصبحت تدرك «قيمة القرش» وتعب أسرتها في الحصول عليها قبل التحاقها بالعمل «عرفت قيمة القرش وأن العيش صعبة ولازم تساعد أسرتنا».