رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أمه طردته وأبوه اتنازل عنه.. «محمد» ضحية انفصال والديه: بيتهان في الشوارع

كتب: منة الصياد -

02:36 م | الخميس 15 يوليو 2021

الطفل محمد

لفظه أقرب الناس إليه، انفطر قلبه الأبيض على فراقهما، لكن قلبهما عليه كان بمثابة حجرا مدببا في اتجاهين متنافرين، حرم الطفل «محمد» من العيش في أحضان والديه، ليدفع ثمن انفصالهما وحده، ويتوه في دروب الحياة، حيث تشرد الصغير الذي لم يتخط عمره حاليا 14 عاما، في الشوارع والطرقات، مغادرا موطنه الإسكندرية غريبا، مرتحلا بين المحافظات حتى هدت به الخطاوي في صعيد مصر، باحثا عن مأوى وباب رزق يساعده على توفير مأكل ومشرب يومه، بعدما هرب من قسوة أبيه وبطش زوج الأم. 

ضائع في محطة القطار

قبل 3 سنوات، كان محمود فوزي، الطالب بكلية العلوم، يجلس بصحبة أصدقائه قرب محطة قطارات صدفا بمحافظة أسيوط، وتفاجأوا بطفل يقبل عليهم ويسألهم عن فرصة عمل له، «لفت نظرنا إن شكله صغير وابن ناس، سألناه منين قال إنه من إسكندرية، وإنه سايب بيت أهله»، يقول الشاب لـ«هن»، قبل أن يستعرض تفاصيل العثور على الطفل محمد أيمن.

استضافة كريمة ثم اختفاء مفاجئ

سرعان ما قرر أحد أصدقاء «محمود»، اصطحاب الطفل معه إلى منزل أسرته ومراعاته، حتى يتم مساعدته في الوصول إلى أي من أفراد أسرته، يحكي طالب العلوم: «قعد شهر في بيت أسرة واحد صحبي، وبعدها قالنا خلاص أنا هرجع عند أهلي فقررنا نسيبه عشان يرجعلهم، واختفى عننا سنة كاملة، لحد ما رجع لينا تاني، واكتشفنا إنه مرجعش لأسرته، وإنه كان شغال في مركز تاني جنبنا، واشتغل في كذا مهنة، بس كان بيتطرد من الشغل، واتضحك عليه من ناس كتيرة كلت عليه فلوسه، وبعدها قررت إني أستضيفه في بيت أسرتي».

أمه رمته وأبوه تنازل عنه

يروي الشاب البالغ من العمر 22 عاما، تفاصيل معاناة الطفل، قائلا: «حكالي إن والده ووالدته منفصلين من وهو صغير، ووالدته اتجوزت وعاش عندها فتره، لحد ما جوزها طرده من البيت، وهي قالتله أنا مقدرش أقوله لا، وبقا يروحلها كل كام شهر عشان يقعد معاها، بس كانت بتديله 100 جنيه وتمشيه، وترفض تاخد عشان جوزها».

موقف والدة محمد، أعقبه تصرف أشد قسوة من والده، الذ لجأ إليه طفله مرارا، لكنه لم يُحسن استقباله، إذ عنفته زوجة أبيه بالضرب المبرح، بحسب طالب العلوم، الذي أوضح: «لما محمد راح لوالده مستحملش العيشة معاه، بسبب أن مراته كانت بتضربه، لدرجة أن في علامات وآثار للضرب في جسمه لحد دلوقتي»، لم تتوقف معاناة الصغير عند العنف، بل تلقى صدمة جديدة أكثر إيلاما، إذ تفاجأ بوالده يحرر محضرا في قسم الشرطة للتنازل عنه، ومن وقتها ظل يسافر ويتنقل بين البلاد، وينام في الشوارع:«بقى ياخد ضرب وإهانات من ناس كتيرة، لحد ما وقع في طريقنا، وبنحاول نساعده ونرجعله حقه».