رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

سوبر ماما.. انفصلت عن زوجها فلجأت لتجديد الآثاث لتنفق على أطفالها: «عايزه ولادي يطلعوا رجالة»

كتب: محمد خاطر -

04:07 ص | السبت 10 يوليو 2021

سماح حسن.. خريجة الفنون الجميلة وصاحبة مشروع تجديد الآثاث

الحياة تضعنا كل يوم أمام اختبار صعب، إما نعمل باجتهاد لتخطيه أو الاستسلام أمام صعوبته، وبطلة حكايتنا اليوم اختارت المقاومة وعدم الاستسلام، حيث وجدت «سماح حسن»، نفسها بعد سنوات من الزواج، منفصلة وأما لثلاثة أولاد جميعهم بمراحل التعليم الأساسي، فلجأت إلى فن تجديد الآثاث بالرسم عليه، حتى تستطيع الإنفاق على أولادها وتُحسن تربيتهم.

تخرجت «سماح» من كلية الفنون الجميلة قسم الديكور شعبة الفنون التعبيرية عام 2002، وتسكن بحي التجمع الأول، وبدأت حياتها العملية فور تخرجها مباشرة بإحدى شركات التريكو، قبل أن تصبح مصممة أزياء للمحجبات بإحدى شركات الملابس.

وتقول «سماح» في بداية حديثها مع «الوطن»: «بعد حوالي 3 سنين شغل، قررت أسيبه واتفرغ للزواج وهو ما حدث بالفعل، وربنا رزقني بثلاثة أولاد (أحمد وعبدالرحمن ومعاذ) هم كل حياتي».

أم لثلاثة أولاد

واستمرت الحياة على هذا المنوال، حتى انفصلت خريجة الفنون الجميلة عن زوجها، ووجدت نفسها بين يوم وليلة مسؤولة عن ثلاثة أولاد من الناحية المادية والمعنوية، وعليها أن تقوم بدورها كأم أولا إلى جانب دور الأب كذلك حتى لا يؤثر ذلك في بناء شخصيات أولادها.

وتوضح «سماح»، أنها بعد الانفصال كان عليها العودة إلى العمل من جديد حتى تستطيع أن تقوم بهذين الدورين معا، فاختارت أن تقدم ورش لتعليم الأطفال الرسم والديكوباج، لكن جاءت جائحة كورونا لتجبر الدولة على إيقاف كل التجمعات منعا للحد من انتشار الوباء.

وتضيف «سماح»: «بصراحة أنا ما صدقت ووقفت موضوع التعليم والورش ده خالص عشان حسيت أنه مش بتاعي، وكمان لأني حسيت أن الأهم من تعليم الأطفال الفن، هو تعليمهم يحسوا الفن، وده مكنشي من اهتمامات الأمهات».

ديكورات منزلية

في تلك اللحطة قررت أن تستغل خريجة الفنون الجميلة، دراستها بشعبة الفنون التعبيرية، والتي تعتبر الأكثر فنا على مستوى كل شعب قسم الديكور بكلية الفنون الجميلة، حيث يدرسون بتلك الشعبة ما يسمى بـ «السينو جرافيا» أي الإخراج الفني المسؤول عن كيفية تصميم ديكور وأزياء أي عمل فني سواء كان مسلسلا أو فيلما أو مسرحية أو حتى عرض للعرائس المتحركة.

وتتابع «سماح»: «فكرت استغل كل ده في مشروع خاص بيا، عشان مكنشي ينفع أرجع اشتغل عند حد زي قبل جوازي، لظروف أولادي طبعا اللي لازم أكون جنبهم في أي وقت يحتاجوني فيه من غير ما يكون عندي التزامات بمواعيد شغل».

وتشير أم الأولاد الثلاثة، إلى أنها قررت هنا أن تفتتح مشروعها الخاص والمتمثل في تجديدها للآثاث الخاص بالحجرات المختلفة للمنزل بالرسم عليه، حيث تُخرج من بين يديها قطع ديكور جميلة تصلح لجميع الغرف، وفي نفس الوقت تحرص أن تتماشى تلك القطع مع اهتمامات وشغف كل عميل لها حتى تكون تلك القطعة على علاقة وثيقة وتعبر عن من يقتنيها.

صديقتين بألف أخت

ذلك المشروع كان سهلا كفكرة ومقترح، لكن كان هناك الكثير من الصعوبات التي تقف عائقا في طريق تنفيذه، وفي مقدمة ذلك كان التمويل والرأس المال الذي ستحتاجه خريجة الفنون الجميلة.

وتكشف «سماح»، أنه لولا الدعم الذي لقيته من صديقتين لها، لما خرج مشروعها للنور، ولهذا يجب أن تقدم كل شكرها وتقديرها لهما.

وتواصل: «الأولى مُدرسة أولادي وصديقتي، أماني عبدالمنعم، لأنها أمنت بفكرتي وخلتني أعمل قطعتين ديكور لأوض أطفالها، والثانية صديقة الدراسة سوزي شعيب اللي مولت فكرتي وساعدتني كتير».

رجالة بشخصيات سوية

تحاول أم الثلاثة أولاد بشتى الطرق أن تُربي في أطفالها وتزرع فيهم فكرة أن يكونوا رجالا بحق يمتلكون شخصيات سوية وقادرين على الاعتماد على أنفسهم أمام ظروف تلك الحياة الصعبة.

وتبين خريجة الفنون الجميلة، أنه لذلك تجعل أطفالها الثلاثة يساعدونها في مشروعها وتختص كل واحد منهم بدور مسؤول عن تنفيذ كل قطعة ديكور تعمل عليها.

وتكمل «سماح»: «عبدالرحمن ابني الوسطاني 11 سنة، بيساعدني بشكل كبير وبيدهن معايا الشغل وتقريبا هو المساعد بتاعي، لأن عنده حس فني، اما أحمد ابني الكبير 13 سنة، فهو اللي ينزل يشتريلي الخامات لما بتكون متوفرة حوالينا من دهانات وفرش وخلافه، ومعاذ ابني الصغير 10 سنين، فبيغسلي الفُرش ويروق المكان اللي بكركبه في بيتي بعد ما اخلص شغل».

3 أحلام

تمتلك أم الثلاثة أولاد ثلاثة أحلام على مستوى مشروعها الصغير وتتمنى أن تحققهم جميعا في القريب العاجل.

وتختتم في نهاية حديثها مع «الوطن»: «بحلم أوصل للعالمية وشغلي يتشهر جوه مصر وبراها، وبحلم مشروعي يكون سبب في فتح بيوت ناس، ونفسي أساعد الستات اللي اتحطوا في نفس موقفي، وأساعدهم يقفوا على رجليهم من تاني».