كتب: أحمد حامد دياب -
05:50 ص | الثلاثاء 06 يوليو 2021
أصبح جهاز الميكرويف شيئا أساسيا لدى الكثيرين، حيث بات من الأجهزة المنزلية المهمة التي تشتريها الأسر والتي تحرص الفتيات على شرائها ضمن جهاز العروس لتضمن أن تنجز بعض أعمال الطبخ بواسطته وكذلك تسخين الطعام في وقت لا يتجاوز دقائق.
وبين الحين والآخر يتحدث الناس عن الأضرار المحتملة للميكروويف، حيث حذر الدكتور رامي نخلة، استشاري أمراض الباطنة والجهاز الهضمي، من ترك باب الميكروويف مفتوحا، مشيرًا إلى أن ذلك يتيح للشخص التعرض بكثرة لموجات الميكروويف، ما يؤذي بعض الأماكن في جسم الإنسان، خاصة المناطق التي لا يصل إليها كميات كبيرة من الدم مثل قرنية العين.
وأضاف «نخلة» خلال تصريحات تليفزيونية، أن الصيانة الدائمة للميكروويف تساعد على عمله بكفاءة أفضل ولا تفتح الباب أمام إصاباته للأشخاص بالضرر، لافتًا إلى أن تسخين بعد الأطعمة بزيادة يجعلها تفقد قيمتها الغذائية، مشددًا على أنه إنه لم يجرِ إثبات وجود أي أضرار يتسبب فيها الميكرويف على الجسم، لطالما أن باب الجهاز مغلق أثناء تسخين الطعام.
ونقلت «BBC» عن منظمة الصحة العالمية، أن أشعة الميكروويف لا تسبب أضرارا طالما استُخدم الجهاز بالطريقة الصحيحة، والإشعاعات في الميكروويف، لا ضرر منها إطلاقا، حيث تستخدم أفران الميكروويف موجات كهرومغناطيسية منخفضة التردد، لا تختلف عن الموجات الكهرومغناطيسية المستخدمة في مصابيح الإضاءة أو أجهزة الراديو.
وعند وضع الطعام داخل فرن الميكروويف، فإنه يمتص هذه الموجات الدقيقة التي تعمل على اهتزاز جزيئات المياه في الطعام بسرعات عالية، وينتج عن احتكاك هذه الجزيئات ببعضها الحرارة اللازمة لتسخين الطعام، وقد يمتص البشر أيضا الموجات الكهرومغناطيسية، لكن الموجات التي تصدرها أفران الميكروويف تظل محصورة داخل الفرن.
الدكتور جومينج تانج، أستاذ الهندسة الغذائية بجامعة واشنطن أكد أن موجات الميكروويف لا ضرر منها إطلاقا، مشيرًا إلى أن أشعة الميكروويف هي جزء من الموجات الكهرومغناطيسية التي نتعرض لها يوميا.
وأوضح أن نفس هذه الموجات نتعرض لها عند صناعة الخبز حيث تتعرض للموجات الكهرومغناطيسية والأشعة تحت الحمراء من عناصر التسخين في الفرن، لافتًا إلى أنه قد تصدر عن البشر أنفسهم موجات مشعة.
جدير بالذكر أن بعض الأبحاث أشارت إلى أن الخضروات تفقد بعض قيمتها الغذائية في الميكروويف.
حذر علماء من تسخين الأطعمة في آنية بلاستيكية داخل الميكروويف حيث تسبب ذلك التعرض لمخاطر تسرب مادة الفثالات إلى الأطعمة حيث يتحلل البلاستيك عند تعرضه للحرارة، ومن ثم تنفصل عنه بعض المواد الكيميائية وتختلط بالطعام.
ويقول تانج، إن بعض الأنواع من البلاستيك ليست مصممة للاستخدام في أفران الميكروويف، لأنها تحتوي على البوليمرات التي تجعلها لينة ومرنة، وقد تذوب هذه البوليمرات عند درجة حرارة أكثر انخفاضا وتنفصل عن البلاستيك ومن ثم تختلط بالأطعمة أثناء عملية الطهي بالميكروويف إذا تجاوزت درجة الحرارة 100 درجة مئوية، وتسبب هذه المواد تسبب خللا في الهرمونات والتمثيل الغذائي.
ونقلت «BBC» عن بعض الدراسات العلمية أن مادة الفثالات تسبب ارتفاع ضغط الدم وتزيد مقاومة الإنسولين لدى الأطفال، مما يجعلهم عرضة للإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي، مثل داء السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم، كما ربطت دراسة أخرى بين التعرض للفثالات وبين مشاكل الخصوبة والربو واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
وأكد الدكتور ليوناردو تراساند، أستاذ الطب البيئي وصحة السكان بكلية الطب بجامعة نيويورك، أن مادة الفثالات قد تكون من المواد الكيميائية التي تخل بعمل الغدة الدرقية، وقد تؤدي إلى اختلال الهرمونات في الجسم.
ولتفادي مخاطر التعرض للمواد الكيميائية المضرة، ينصح عند تسخين الأطعمة في الميكروويف باستخدام أوعية غير بلاستيكية، مثل الخزف والفخار.
ويتعرض مستخدمي الميكروويف لمخاطر أخرى محتملة، مثل التوزيع غير المتساوي للحرارة، ودرجات الحرارة المرتفعة في فرن الميكروويف، حيث ينصح خبراء الطبخ دائمًا باستخدام الميكروويف لتسخين الطعام، وليس طهية، تجنبا للطهي غير المتجانس للطعام.