جنت من الحياة ثمارها وبذرة نجاحها التي تمثلت في أطفالها، لتجد يد العون ممدودة لها وهي في أصعب الأوقات بالرغم من صغر أعمارهم، فلم يتخط نجلها الأكبر عامه الـ12، لتكن الأم مها البدري، 30 عاما، من محافظة الإسكندرية، محظوظة بما زرعته في فلذة كبدها الذين يحرصون على مساعدتها طوال الوقت.

عّلمت «مها» أطفالها القيام بواجباتهم المنزلية دون التفرقة بين فتاة أو شاب، جميعهم سواسية، فقط الاعتماد على الذات وتقديم يد العون لغيرهم هو الهدف الأسمى، حتى رأته بذاتها حينما تعرضت لظروف قاسية من فقدان والدتها إلى أن تعرضت للاصابة بفيروس كورونا المستجد.

روت السيدة مها البدري، كواليس ما جنته وحصدته مع أبنائها، خلال حديثها لـ«الوطن»، «من صغرهم عودتهم إنهم يعتمدوا على نفسهم مش علشاني، وزرعت فيهم إن الولد زي البنت ومش عيب يشاركوا في شغل البيت، في الأول كنت بعدل وراهم دلوقتي هما اللي بيعملوا كل حاجة بنفسهم».

فترة صعبة ومحنة قاسية تعرضت لها الأم قبل شهرين، إذ حُجزت والدتها في المستشفى حتى توفاها الله، وهنا بدأت تجد يد أطفالها تحنو عليها، «وقت وفاة والدتي كنت واقفة على قبرها وهما طبطبوا عليا وقالولي مش هنسيبك».

لم يقف الأمر على هذا الأمر وحسب، بل سبق وساندوا الأطفال والدتهم حينما تعرضت للتنمر على بشرتها بسبب النمش، «ابني اتعرض للتنمر في مدرسته بسببي، وخدني علشان يوري لصحابه إن مامته جميلة وحلوة وإنهم يتمنوا يكون عندهم نمش زيي».

تعرضت الأم لوعكة صحية، إذ اشتبه في إصابتها بفيروس كورونا المستجد، لتجد أطفالها يساندونها من جديد، «كانوا هما اللي بيخدموني، وكنت عايزاهم يمشوا علشان ميتعدوش ورفضوا ودخلوا أوضهم وكانوا قافلين عليهم».

وجهت الأم رسالة لباقي الأمهات: «ربي ولادك صح إنهم يعتمدوا على نفسهم وهيرتاحوا جدا لما يكبروا وهيقدروا يواجهوا عقبات الحياة».