منزل بسيط داخل قرية زوير بمكرز شبين الكوم محافظة المنوفية، تعيش به أسرة مكونة من 5 أفراد، يعمه السكون أغلب الأحيان، أهله طيبون لا يسمع جيرانهم لهم صوتًا إلى نادرا، وغالبا ما يكون ذلك الصوت نابع من غرفة الأطفال بالمنزل، لطفلة تنشد بصوت عذب، تردد أدعية وذكر وابتهالات دينية تطيب لها النفوس، تمارس موهبتها بسلاسة وتمتع من يسمعها، ولا عجب أن تكون تلك الفتاة بعمر 14 سنة فقط.

فاطمة محمد رجب، طفلة قرية زوير وصاحبة الصوت العذب، التي تمسكت بموهبتها أملا في الشهرة، وأن تصبح أشهر منشدة مصرية، حتى التفت لها أهلها ووجدوا فيها مشروع منشدة موهوبة، بـ«صوت ملائكي» على حد قول والدها، فوافقوها على الإنشاد وشجعوها عليه، ليتعالى صوت الصغيرة به أكثر وأكثر، خاصة أنها متفوقة دراسيا وحصلت على جوائز عديدة على مستوى القرية.

فاطمة هي الابنة الكبرى لـ محمد رجب رب الأسرة الصغيرة، المكونة أيضا من خديجة وعائشة، المصابة بمرض ضمور في المخ، ما جعل الأب ينشغل بحالها ويعتصر قلبه حزنًا عليها، ويلف خلفها المستشفيات ويسافر من هنا إلى هناك ويجرب علاجات مختلفة، قبل أن يرسل الله له موهبة ابنته الكبيرة تخفيفا له عن حزنه.

والد فاطمة المنشدة الصغيرة: ربنا عوضني بيها.. وموهبتها ظهرت وهي 5 سنوات 

«موهبة فاطمة دي عوض ربنا ليا»، هكذا عبر الوالد في حديث لـ«الوطن»، عن رضاه بقضاء الله ومرض ابنته، واقتناعه بتعويض الله له في موهبة ابنته الكبيرة عن الشقاء الذي شاهده في حياته، التي يثني عليها المعارف والجيران، ويطالبونه بالاهتمام بها، ما جعله يلتفت لتلك الموهبة، ويحدث الجميع كي يساعدونها في الظهور والشهرة.

منذ صغرها وحينما تمت 5 سنوات من عمرها، بدأت في الغناء، في البداية كان بشكل بسيط، ثم تحول لاحترافي مع مرور الوقت، وساعدها على الإنشاد دخولها مدرسة أزهرية، وحفظها للقرآن الكريم كاملًا، «أنا ربنا كرمني في بنتي وعوضني بموهبتها عن مرض الصغيرة، نفسي عائشة كمان تخف ويكرمني الموالى في بناتي التلاتة».