بعد مرور عدة ساعات على فاجعة اصطدام قطار بآخر في محافظة سوهاج، والذي أسفر عن وفيات وإصابات، شهدت منطقة جسر السويس بمحافظة القاهرة فاجعة أخرى، بانهيار أحد العقارات، ما أدى إلى حدوث وفيات وإصابات، إذ يقف الكثير من الأهالي والأسر منتظرين خروج ذويهم وأصدقائهم من تحت الأنقاض.

وبين الحادثين المتتاليين برزت «جدعنة المصريين»، إذ سارع الكثيرون إلى المستشفى عقب حادث القطار للتبرع بالدم للمصابين، في محاولة لإنقاذ حياتهم بعد ما تعرضوا لفقدان الكثير من الدم، كما قام عدد من المطاعم بتوزيع الطعام مجانا على أهالي المصابين.

وعقب انهيار العقار بمنطقة عمر بن الخطاب بجسر السويس، حرص المحاسب أحمد محمود، الكائن بمنطقة عين شمس، صاحب الـ 30 عاما، على التواصل مع الأسر المشردة من عقار جسر السويس المنهار لاستضافتهم بمنزله الخاص، إذ أنه يملك شقتين، إحداهما في منطقة عين شمس، والأخرى بمدينة بدر.

«كنت خايف على الأطفال وعايز أحميهم من البرد»، كلمات عبر بها المهندس أحمد محمود خلال حديثه لـ«هن» عما شعر به تجاه ما أصاب الأهالي من فاجعة، وخوف على الأطفال الصغار الذين تم تشريدهم في لمح البصر في هذا الجو البارد، مشيرًا إلى أنه أخذ يتجول بين الجروبات الخاصة بالمنطقة، باحثًا عن أي من الجيران حتى  يستطيع الوصول للأهالي والأسر، ويعرض عليهم استضافتهم في شقتيه.

«شقة بدر دي الشقة اللي هتجوز فيها والشقة التانية بتاعة أخويا ومسافر.. كلمته واستأذنته ووافق فورا.. عايز أوصل للأهالي واستضيفهم في الشقتين لحد ما يتم تعويضهم»، بهذه الكلمات أوضح الشاب الثلاثيني أنه على أتم استعداد لاستضافة الأسر المتضررة من انهيار العقار في شقة زواجه بمدينة بدر، وشقة أخيه في منطقة عين شمس، لافتا إلى أنه سيعمل على توفير اللازم لهم من احتياجات في حدود قدرته المادية.

وضع «أحمد» نفسه مكان الأهالي والأسر المشردة والأطفال التي ليس لديها مأوى في هذا الجو البارد، مشيرا إلى أنه لم يكن خائفا من استضافتهم حتى إذا أصاب منزله ضرر قائلا: «اللي عند ربنا مابيضيعش».