رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أمهات لأطفال ذوو إعاقة بصرية يحصدون النجاحات: مش عاوزينهم يصعبوا على حد

كتب: آية أشرف -

07:48 ص | الأحد 21 مارس 2021

تيوانا

9 أشهر تنتظر كل منهن إنجاب جنينها، يوم تلو الآخر، وأيديهن تتحسس بطونهن، يراقبن حركاتهم، ينتظرن مجيئهم، قبل أن تفاجئهمن الحقيقة، والقدر بإرادة الله لجعل أبنائهن من ذوي الإعاقات البصرية. 

فالأبناء لا يمكنهم رؤية ملامح أمهاتهم، لا يمكن تميزهن سوى بنبرات صوتهن، لتتضاعف مسؤوليات الأمهات، بين حماية الأبناء من تنمر المجتمع، والاهتمام والرعاية بشكل أكبر، ومحاولة دمجهم مع المجتمع. 

وعلى الرغم من تلك الصعوبات، إلا أن هناك الكثير من الأمهات، حققن نجاحات لأبنائهن رغم إعاقتهم البصرية، فمنهم من حصد بطولات في السباحة، وومنهم من أجاد العزف والغناء، وحتى ترتيل القرآن والآذان، أمور أبدع فيها أصحاب الهمم، من فاقدي نعمة البصر، كانت الأم هي كلمة السر والجندي المجهول فيها. 

ويسرد «هن» في عيد الأم.. قصص أمهات لأطفال ذوي الإعاقة البصرية يحصدون النجاحات

تيوانا بطلة سباحة رغم الإعاقة 

«سمكة سموحة».. هكذا تُلقب الطفلة «تيوانا»، صاحبة الـ 10 سنوات، التي تمارس رياضة السباحة بالاتحادين الذهني واتحاد المكفوفين، نظرًا لإعاقتيها البصرية والذهنية، إلا أن تواجد والدتها خلفها لدعمها كان سببًا في حصد البطولات لها: «أنا اللي بمرنها وبعودها على صوت المية، لحد ما دخلت نادي سموحة للسباحة».

وتتابع مي إبراهيم، والدة الطفلة، من الإسكندرية لـ «هن»: «تيوانا انضمت لفريق أبطال بلا حدود نادي سموحة، وهناك اهتموا بصحتها ونظامها الغذائي وتدريباتها لحد ما فعلًا بقت بطلة خلال السنتين اللي فاتوا». 

تحصي «مي»، البطولات التي حصدتها ابنتها رغم الإعاقة، «تيوانا بدأت تحصد مراكز بداية من مركز رابع 50 متر شرفيا في الاتحاد الذهني 2018، ومركز ثالت مكفوفين 50 متر، لعام 2018، فضلًا عن المركز الثالث في 2019 ذهني بطولة كأس مصر 100 متر، ومركز أول مكفوفين 2019 كأس مصر 100 متر، و50 متر مركز ثاني». 

كما حققت «تيوانا» بطولة الجمهورية في 2019 ذهني، وأخيرا المركز الأول بطولة جمهورية 100 متر بنات تحت سن 16 سنة لهذا العام لعام 2020».

«سارة» تتغلب على إعاقتها بالعزف

لم يكن نموذج «تيوانا» هو الأول، فالجندي المجهول خلفها، هو نفسه بطل قصة سارة أحمد، صاحبة لـ 7 سنوات، التي أراد الله أن تولد كفيفة، لكن والدتها لم تتركها قط، في محاولات منها لتنمية موهبتها، ومساعدتها على الدمج المجتمعي. 

 يسرا عادل، والدة الطفلة سارة، وصاحبة تألقها بالعزف على الأورج، وتنمية موهبتها في الغناء، لم تمل ولم تكل من مسؤولياتها منذ اليوم الأول لها، وحتى محاولاتها الأولى في العزف وهي 3 سنوات: «بنتي من بداية 3 سنين وكل ما تسمع أغنية أو نشيد أطفال تبدأ تجرب عزفه على الأورج اللعبة، مرة واتنين وتلاتة لحد ما تجيب الموسيقى بالظبط».

وتابعت والدة الطفلة سارة لـ «هن»: «حسيت أن عندها موهبة، وأن ودانها موسيقية، حاولت أوديها مكان يدربها، لكن وقتها كانت صغيرة جدًا».

وأضافت: «سارة دلوقتي في سنة أولى بمدرسة للمكفوفين في الإسكندرية، بتتعلم وأنا جبتلها أورج حقيقي في البيت تنمي عليه موهبتها، أول ما كملت 5 سنوات».  

 وقالت الأم: «حسيت أن حالتها النفسية هتبقى وحشة، وأنا بنتي بتحب التشجيع جدًا، مش بتحب تصعب على حد ويقولها بكرة تبقي كويسة، بتحب يقولولها عزفك حلو».

آسر يرتل القرآن ويغني بفضل والدته

كانت لا تسمع سوى الأقاويل المُحملة بالإحباط والتنمر، على طفلها، أول فرحتها «آسر»، الذي وُلد كفيفا، لكن يسابقه إحساسه بمن حوله، ميزه الله بصوته العذب، فأجبر والدته على الاهتمام بموهبته. 

أمنية مصطفى، التي لم ترضخ للتنمر، ودفعت بطفلها صاحب الـ 7 سنوات، للأمام لتنمية موهبته التي أنعم الله عليه بها تقول: «آسر صوته جميل في الآذان، والغناء، وحتى ترتيل الأصوات، بيعرف يميز الأصوات كويس جدًا، وصوته يشد ويجذبك، عمري ماحسيت إنه ناقصه حاجة بالعكس ربنا مديله الموهبة». 

وتابعت الأم التي لم تهمل دراستها أو عملها: «أنا اتخرجت من إعلام، لكن منستش موهبتي وهي تصميم الأزياء، وبقى عندي البراند بتاعي، باخد بالي من شغلي ومن بيتي، لكن الأهم هو آسر، نفسي يبقى مشهور ويحقق كل اللي نفسه فيه حتى لو كفيف».