رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«أحلام وسامية» شقيقتان مشردتان في شوارع كفر الشيخ: شوفنا كتير ونفسنا نتعالج

كتب: سمر عبد الرحمن -

03:06 م | الإثنين 15 مارس 2021

شقيقتان مشردتان في كفر الشيخ

فتاتان عازبتان، تبلغان من العمر 44 و34 عاما، إحداهما تعاني من مرض «التوحد»، والأخرى من اضطرابات نفسية، مُشردتان تجوبان شوارع محافظة كفر الشيخ، شرقا وغربا، بحثا عن لقمة عيش تسد رمقهما، لا تعرفان لهما مأوى سوى رصيف مسجد «العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي»، بمدينة دسوق، يعرفهما أبناء المدينة عن ظهر قلب، ترتديان ملابس رثة لا يملكان سواها.

الشقيقتان تعانيان من الاضطرابات وإحداهما مريضة بـ« التوحد»

«أحلام وسامية محمد. ا. ع»، شقيقتان مشردتان تجوبان الشوارع بحثا عن مأوى، يستقر بهما الحال في نهاية كل يوم على رصيف مسجد الدسوقي، لا تعرفان أين وجهتهما بعدما جاءتا من مركز شبراخيت التابع لمحافظة البحيرة، إلى جوار مسجد الولي الصالح، ماتت والدتهما وتركتهما وحيدتان مشردتان، وكان أبوهما مُشردا وجرى نقله لإحدى دور الرعاية، لتظلان هما في الشارع، لا مكان يحميهما من برودة الطقس ولا من حرارة الصيف، لا تأملان في شيء سوى مأوى، وعلاج وحياة كريمة.

«بيلفوا في القرى والعزب، وبقالهم سنوات على الحال ده، وأبوهم كمان كان مشرد، وجرى نقله لدار رعاية، هاديين جدا لكنهما يعانيان من أمراض»، بهذه العبارات، لخص محمود أبو الحسن، أحد أعضاء فريق الإغاثة بمحافظة كفر الشيخ، مآساة الشقيقتان.

شقيقتان عازبتان مشردتان 

«نفسنا نتعالج ونعيش، منعرفش لينا أهل، أمنا ماتت وأخواتنا ماتوا من زمان، وأبونا المُسن سابنا وراح، ومش عارفين غير الشارع، لكن الناس بتضايقنا، بنلف في أرض الله الواسعة علشان نأكل»، بهذه العبارة المقتضبة عبرت الشقيقتان عن حالتهما؛ إذ أنهما تتحدثان بصعوبة شديدة، لمعانتهما من اضطرابات نفسية ومرض التوحد.

ببطء شديد تستطيع الشقيقتان التقاط أنفاسهما، تُمسك كل منهما «لقيمات من الخبز» وزجاجة مياه، يجود بها أهل الخير من أجل الفتاتين: «بيمشوا في الشوارع ومتنقلين، وبصعوبة قدرنا نوصلهم رغم إن أهالي المدينة يعرفوهما، طبعهم هادي ومبيأذوش حد، لكن الناس بتضايقهم، وصلنا بلاغ من غرفة طوارئ المحافظة ونزلنا دورنا عليهم وبنأمل في نقلهما لدار رعاية»، هكذا يأمل محمود أبو الحسن، عضو فريق الإغاثة.

تحتاج الفتاتان لمأوى يأويهما من الشارع ولعلاج يضمد جراحهما على مدار سنوات طويلة: «مش عاوزين نروح عند حد، عاوزين مكان يأوينا، ونتعالج ونحس إننا عايشين، شوفنا كتير واحنا عايشين في الشارع».