رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

خيط وإبرة فتحوا بيوت.. «ليلى» تربي أشقاءها وابنيها وحفيدها بـ«مكنة خياطة»

كتب: آلاء توفيق -

02:57 ص | الجمعة 12 مارس 2021

مكنة خياطة.. صنعت «ليلى» بها حياة

تحديات صعبة وحياة قاسيةٌ عاشتها «ليلى» منذ أن كانت في السادسة عشر من عمرها، بسبب وفاة والدها وتحملها لمسؤولية عائلتها وتوفير اللازم من متطلبات المنزل والدواء، لتجتاز الصعوبات وتتزوج ظنًا منها أنها وجدت الراحة والأمان، ولكنها وجدت نفسها مرة أخرى مسؤولة عن المنزل وتوأم، وبدلا من حمل زوجها للمسؤولية، كان يأخذ مالها منها، ليمثل عبئًا عليها لها بدلًا من أن يكون عونًا لها، فقررت الانفصال عنه، وربت أبناءها لمده 24 عاما بمفردها ابتداءً من الصفر وبدون مساعدات، فعلت كل ذلك بفضل «مكنة خياطة».

 

 

كانت «ليلى» تحب أعمال الخياطة وهي طفلة، كهوايتها المفضلة، ولكن بعد وفاة والدها قررت تحويل هوايتها لمصدر دخل ثابت، وتجعل من الـ«خيط والإبرة» عملًا لها ومشروعًا «يفتح بيوت».

«ليلى» سيدة في العقد السادس من عمرها تسكن بحي من أحياء القاهرة، تزوجت منذ 26 عاما، وانفصلت بعد عام ونصف، اهتمت بابنيها وربتهما حتى استطاعا أن يخوضا معترك الحياة بمفردهم، ليعمل الشاب وتتزوج الفتاة وتنجب طفلا عمره ثلاثة أعوام، ولكن حتى الوقت الحالي هي العون لهما نفسيًا وماديًا، حيث تقول لـ«هن» معبرة عن مسيرتها: «والدي توفي وأنا 16 سنة وكان هو المسؤول عننا كلنا، وقتها أنا كنت بحب الخياطة فنزلت أشتغل بيها، وبقيت أنا اللي بعول والدتي وإخواتي ومسؤولة عن مصاريف علاج والدتي ورعايتها لحد ما توفت وكل واحد من إخواتي أخد طريقه».

صعوبات الحياة

وأكملت: «واجهت صعوبات كتير علشان أعلم ولادي وأكبرهم لوحدي، وأتابع معاهم خطوة بخطوة وهم توأم وأنا المسؤولة عن كل حاجة، ومحتاجة أوفر سكن وأكل وتعليم، تعبت عليهم لحد ما كبروا، وأنا طول عمري بعول نفسي أنا وولادي وولادهم كمان؛ لأن بنتي دلوقتي مطلقة وعايشة معايا هي وابنها، وأنا بساعدها تكبره وتصرف عليه».

وعن مساعدات الأهل والإخوة لها قالت: «الحياة بتبقى صعبة على كل الناس، محدش بقدر يلوم حد لو محدش ساعده»، ولكن طريقها لم يكن خاليًا من المساعدات تماما، فبعض المعلمين خفضوا مقابل الدروس الخصوصية وراعت مدرس توأمها الظروف وحصلت على تخفيض من شؤون الطلبة، بجوار بعض المساعدين الذين تمتن لهم «ليلى» حتى الآن.

 

أصيبت «ليلى» بقصور في عضلة القلب، ونزيف حتم عليها إزالة الرحم، وقطع الرباط الصليبي في أحد الركبتين بالإضافة لخشونة الركبة التي تمنعها من المشي أحيانًا، ولكن هذا لم يجعلها تتوقف عن عملها الذي تحبه و«مكنة الخياطة» التي أخذتها كصديقة لها في مسيرة حياتها، «أنا لحد دلوقتي قاعدة على المكنة وبشتغل وبنتج، وكل حياتي عملتها بسبب الخياطة وعايزة أنصح البنات الصغيرة ياخدوا حذرهم ويتعلموا مهنة تنفعهم تخليهم يقدروا يعيشوا نفسهم علشان يقدروا يواجهوا الظروف مهما حصل».