رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

من جوازة بالغصب لـ حب متبادل.. جوابات «سماح» تحيي العلاقة مع زوجها: احتواني

كتب: آية المليجى -

05:01 ص | الإثنين 15 فبراير 2021

سماح أبو الحمد وزوجها

في أواخر تسعينات القرن الماضي، كانت «سماح» شابة في مقتبل عمرها، وعليها أن تسلك طريقها مثل باقي قريناتها اللائي اخترن الزواج مآمن لهن، حيث وضعت الشابة العشرينية مواصفاتها الخاصة لاختيار شريك حياتها، بينما كانت للعادات والتقاليد رأي آخر، فدون أن ترى عريس المستقبل كان والدها اتفق على معاد خطبتها ومن ثم الزواج.

زيجة حكايتها أقرب للخيال، كانت بطلتها العروس «سماح»، حين أخبرها الأب بأنه عقد الاتفاق مع جارهم لخطبتها على ابنه، الذي كان يعمل وقتها في إحدى الدول العربية، صدمة وذهول انتابت الفتاة التي رفضت هذه الزيجة: «مكنتش شفته ولا أعرفه، ورافضة أتجوز بالطريقة دي».

حاول الأب تهدئة ابنته وزرع الطمأنينة بداخلها: «قعد معايا وقالي طب شوفيه وهنعمل خطوبة لو مرتحتيش خلاص مش هغصبك»، جاء موعد اللقاء الأول داخل منزل العروس لتفاجئه بردها القاطع «أول ما شفته قولتله أنا مغصوبة عليك ومش عاوزة أتجوزك».

تلقى العريس الرفض بصدر رحب، فاحتوى غضبها وتفهم موقفها، ليبادر بالمعاملة الطيبة والاهتمام بها، طرق بسيطة حاول جذب من خلالها لفت انتباه خطيبته، التي حاولت هي الأخرى إعطائه فرصة، واتباع وسيلتها المفضلة لمعرفة أخباره.

كانت الجوابات هي الوسيلة الاطمئنان ومعرفة الأخبار، الطريقة التي اتبعتها العروس «سماح»: «كنت ببعتله الجوابات مع بنت خالي عشان أطمن على أحواله وكان بيرد عليا بجواب برضو».

لاقت «سماح» المعاملة الطيبة وصفاته الجيدة لكن قلبها أيضا لم يتحرك تجاه الخطيب، رغم اقتراب موعد الزفاف، الذي أبدل الأمور رأسا على عقب، حين اعترضت العروس أزمة صحية مفاجئة.

«كتبنا الكتاب في مسجد.. وكنا المفروض هنسافر»، لتفاجئ العروس في اليوم الثاني من الزفاف، بعدم قدرتها على الرؤية نهائيا دون سبب واضح، دخلت وقتها في حالة من الانهيار: «صحيت من النوم مكنتش شايفة حاجة بعيني وفضلت أعيط وأقوله مش عاوزك».

 

المفاجأة الكبرى التي اكتشفتها كانت في معاملة الزوج رغم رفضها له «اتفاجئت به وبمعاملته.. استحملني واستحمل غضبي.. كان بيسرحلي شعري ويلبسني.. حسيت إني بشوفه لأول مرة».

وقعت «سماح» في حب زوجها، عرفته عن قرب وجذبها بصفاته، بادلته المشاعر، وعبرت عنها بكلماتها الرومانسية في جواباتها التي مازالت تكتبها رغم مرور 20 عاما على زواجهما: «متوقعتش إننا نعيش كدا من جوازة كل ترتيباتها غلط للمعاملة الطيبة والحب دا كله».

تحتفظ الزوجة الأربعينية بالجوابات القديمة، التي أرسلتها من الخطوبة وحتى الآن، وخاصة في أعياد الحب، فهي تميل لكل ما يفكرها بالزمن القديم «بحب كل حاجة قديمة.. وبحب أعبر بالجوابات»، فهي وسيلتها أيضا مع أبنائها الاثنين «ممكن لو نايمة مثلا.. يكتبولي ورقة يقولوا فيها طلباتهم».

مع كل يوم جديد، تعيش «سماح» الحب مع أسرتها، وزوجها الذي رأته عوضا من الله عن كل ما فاتها «هو عوض ربنا ليا، معشتش طفولتي ومراهقة زي كل البنات، ومعاه عشت كل حاجة من جديد».