لم يمر العقد الثاني من عمرها، إلا وتزوجت في سن الـ18 عاما، ولم تتخط عامها العشرين،  حتى رزقها الله بطفلها الأول «كريم» بعد سنة واحدة من الزواج، لكنها لم تكن تتوقع أن ابنها وفرحة عمرها سيأتي للحياة عليلًا يعاني من مرض نادر.

بدموع الحسرة والوجع، تكشف آيه محمد، لـ«هن» تفاصيل مرض ابنها النادر، الذي بدأت أعراضه الأولى في الظهور مبكرا: «ابني بيقطع في جسمه، وكسر أسنانه بشكل شرس، خلاني هموت عليه وأنا بشوف لحمه بيقع في إيدي».

صحة «كريم» في تدهور 

تحكي الأم الشابة، أن الأعراض بدأت تظهر على صغيرها، وعمره شهرين: «أعصابه مرتخية، مكنش بيبدل لا إيد ولا رجل»، وما إن لاحظت حالته حتى أسرعت لعرضه على طبيب، أكد لها أنه يحتاج إلى علاج طبيعي لمدة عام.

اتبعت آية، تعليمات الطبيب بحذافيرها، لكن حالة «كريم» لم تتحسن، بل ساءت وزادت أعراضها، بداية من تكسير أسنانه وتقطع لحم فمه من الداخل والخارج، وكذلك يداه: «عيني مبتغفلش عنه، 24 ساعة على كتفي، لما بقع من طولي من كتر التعب أبوه بياخده».

الأم تستغيث لعلاج طفلها في فرنسا 

تستغيث آية، لعلاج طفلها الذي بلغ من العمر 5 سنوات ونصف، مؤكدة أن الأطباء نصحوها بالذهاب لفرنسا لتشخيص حالته، بتكلفة تصل إلى 250 يورو، ما يعادل 14 ألف و600 جنيه مصري: «نفسي الناس تقف جنبي وتعالج ابني، أنا بموت ومشوفتش يوم حلو من يوم ما ولدته».

الطفل كسر أسنانه وقطع جلده 

مرض «كريم» أصاب أمه باضطرات نفسي، بدأت تظهر أعراضه مع أول يوم رأت فيه صغيرها يأكل لحمه، حيث انهارت وسقطت على الأرض مغمى عليها: «بقيت كل ما بتعب يحصلي تشنجع ويغمي عليها بالساعتين تلاتة».

ذهبت «آية» لطبيب نفسي بعد تدهور صحتها، لكنه طالبها بالهدوء والرائحة: «هجيبه منين وأنا ابني بيموت قدام عيني وبيتعذب، مش داري باللي بيحصله، وجسمه وبوقه فجأة بيتحول لبركان، دم مش ملاحقة عليه».

الأم ممنوعة من الحمل لحين تشخيص حالة طفلها 

منعها الأطباء من الحمل خوفًا من تكرار الأمر مع الطفل الجديد، لعدم معرفة سبب تلك الحالة النادرة حتى الآن، مؤكدة أنها ذهبت لاستشاري مخ وأعصاب في الإسكندرية، ووصف لصغيرها نصف قرص يأخذه صباحًا، لكنه دخل في غيبوبة 8 ساعات بعد تناوله: «ابني مخه سليم وفاهم كل حاجة، بس محدش عارف يشخص حالته، والكل أجمع أن علاجه في فرنسا مش هنا».

زوجها حارس أمن براتب 900 جنيه 

يعمل زوج «آيه»، حارس أمن في مستشفى دسوق بمحافظة كفر الشيخ، براتب 900 جنيه فقط، وبالتالي لن تتمكن من توفير مصاريف علاج الصغير، خاصة أنها اقترضت 10 آلاف جنيه، وتحاول تسديدها للبنك.

تقول: «بحس بنار ربنا ما يكتبها على حد، ولحم ابني بيتقطع وينزل في إيدي، ومش عارفة أخلف غيره لأني ممنوعة من الحمل، نفسي الناس تكسب ثواب فيها وتساعدني لأني خلاص هموت».