تحمل رضوى نبيل "الفتاة الزجاجية" عقل ووجه فتاة لكن في جسد طفلة، ودخلت الفتاة الشهيرة بـ"طاطا" ذات الـ14 ربيعاً قلوب الملايين بابتسامتها الهادئة لكل من يقابلها، وفي صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بالرغم من ظروفها الصحية ومرضها النادر الذي لا تتعدى نسبة حدوثه واحد في المليون، وهو "العظام الزجاجية"، إلا أنها استطاعت أن تتغلب عليها وتحقق حلمها بأن تصبح مشهورة عبر "السوشيال ميديا".

وتبدو "طاطا" طفلة لم تتجاوز عامها الأول لمن يراها للوهلة الأولى، ولكن في حقيقة الأمر هي فتاة ناضجة تبلغ من العمر 14 عاما، حادة الذكاء وتتحلى بخفة الدم، ومرضها النادر "العظام الزجاجية" جعل نموها يتوقف.

ولدت "رضوى" بتقوس في قدميها، ولم يكتشف الأطباء في البداية تشخيص حالتها، حتى اكتشفت طبيبة بأنها مريضة بمرض نادر وهو العظام الزجاجية، حيث إن عظمها يشبه الزجاج وينكسر عند ملامسته ويلتئم بعد فترة لكن دون تدخل طبي، وهذا المرض تسبب في توقف نموها. 

تقول "طاطا" بابتسامة هادئة إنها تدخل عامها الـ14، وهي راضية جدا بحالتها، "لأن ربنا مش بيخلق حاجة وحشة"، وتدعوا الجميع لنبذ التنمر.

وعبرت "رضوى" في حديثها لـ"الوطن"، عن شعورها بالسعادة لاهتمام والديها وأخواتها بها وقضاء جميع حاجاتها، حيث إنها الابنة الوسطى لوالديها، ولديها أخت أكبر منها هي "روان" في الصف الثالث الثانوي، وأخ أصغر منها هو "مؤمن" في الصف الثاني الابتدائي.

وأضافت أنها مريضة بمرض العظام الزجاجية، وتتعرض للكسر حال ملامسة أي شخص لجسدها، مشيرة إلى أن والدها ووالدتها هما مثلها الأعلى، وتقوم والدتها وشقيقتها الكبرى "روان" بمساعدتها في مذاكرة دروسها، وتعشق الموضة، وتحب الفنان أحمد حلمي ومنى ذكي وتعشق النادي الأهلي، وتحب الخروج برفقة أسرتها وخاصة شقيقتها الكبرى روان، مؤكدة أن حلمها أن تصبح ممثلة مشهورة وأن تقابل تامر حسني ومنى ذكي، قائلة: "نفسي أكون مشهورة وأدخل مجال التمثيل".

يقول والد الطفلة نبيل عبدالرؤوف، وهو لاعب كرة قدم سابق ومدرب حالي: "طاطا هي تميمة المنزل وبركة الأسرة، وربنا رزقنا بهدية من عنده، وحلم حياتي أشوفها أسعد واحدة فى الدنيا"، مشيرا إلى أنها تتمتع بخفة الدم والابتسامة الرقيقة ودخلت قلوب الملايين.

ويضيف والدها لـ"الوطن": "اكتشفنا موضوع مرضها منذ ولادتها، فذهبنا لأكثر من طبيب، حتى اكتشفت إحدى الطبيبات أنها مريضة بالعظم الزجاجي، حيث تتعرض عظامها للكسر حال ملامسة جسدها بطريقة خاطئة، وتلتئم الكسور بعد فترة طويلة بدون تدخل طبي، وهذا المرض نسبته واحد في المليون، والحمد لله على كل حال إن الناس كلها بتحب طاطا، وهي بتحب الناس فهي ملكة السعادة فعلا".

وتابع بأن طفلته تُعامل معاملة خاصة، مضيفا: "حاولنا أن نقدم لها في إحدى المدارس الخاصة في بداية الأمر، ولكن تراجعنا خوفا عليها من أن تصاب بأذى، خاصة وأن حالتها لا يعرفها الكثير، وقد تتعرض لكسور تجعلها تعاني من آلام شديدة".

وأشار إلى أن الأسرة تعمل على راحتها، وشقيقاها روان َومؤمن، يقدمان لها كل ما تحتاجه نظرًا لأنها تقضي وقتها نائمة على السرير أو على عجلة الأطفال، ولم تكل والدتها أو تتعب من خدمتها والسهر على راحتها. 

تقول والدة طاطا، إنها تحب اختيار ملابسها وأدوات المكياج الخاصة بها، وتحب أن تضع الروج لنفسها، وهي مثقفة جدا، وذلك عن طريق الإنترنت لأنها لم تدخل المدرسة، ولكن عندها أكثر من حساب على فيس بوك وتويتر، وتشعر دائما بالمرح وتحب التعليقات الإيجابية.

وأشارت إلى أنها تقضى أغلب أوقاتها في تصفح التابلت الخاص بها، وتعشق الألوان ولديها ذوق فريد في اختيار الألوان وتنسيقها مع بعضها، وهو ما يتضح في اختيارها لملابسها بنفسها.

وأضافت أن طفلتها مُلقبة بـ"طاطا"، ولا يناديها أحد باسم "رضوى"، ومعروفة بين الجميع بـ"طاطا" حتى إذا خرجت من المنزل يُقبل عليها الجيران بالمنطقة لمصافحتها والتحدث معها، وتحلم بأن تكون طفلة مشهورة ويعرفها الجميع.

ويقول الدكتور إبرام القس استشاري طب وجراحة العظام، إن مريض العظام الزجاجية هو دائما عرضة للتشوهات والكسور، وذلك لأن أي لمسة خاطئة تعرض المريض للكسر الذي يلتحم بعد فترة على وضعه الذي كسر به، وذلك لأنه لا يصلح له تدخل طبي وعمل جبيرة مثلا، لافتاً إلى أنه يجب الحذر مع حامل هذا المرض والذي يتسبب في وقف النمو، مؤكدا أن نسبة حدوثه ضئيلة جدًا.