كتب: سحر عزازى -
07:44 م | الثلاثاء 26 يناير 2021
قبل 10 سنوات هجرها زوجها بسبب «خلفة البنات»، دون مسكن أو مصدر دخل يعينها على متاعب الحياة، فاضطرت وفاء محمود لعرض كليتها للبيع حتى تنفق على فتياتها الأربعة اللاتي يدرس في مراحل تعليمية مختلفة، ولم تعد تقدر على توفير مصاريفهن بسبب شكواها من فقرات ظهرها التي أصيبت نتيجة خدمتها في البيوت.
تحكي «وفاء» مرارة تلك الأيام التي هجرها فيها زوجها وتركها بسبب إنجاب 4 فتيات، الكبرى تدرس في الثانوي التجاري والصغرى في الصف السادس الابتدائي، مؤكدة أنها تعيش الآن في غرفتين لا سقف لهما تتلى عليها أمطار الشتاء دون توقف: «معندناش غطاء يسترنا من البرد ولا فلوس نشتري بيت كويس»، حلم حياتها بيت دافئ تختبئ فيه هي وبناتها ودخل ثابت للعيش منه.
تعيش السيدة الأربعينية في إحدى القرى التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، لافتة إلى أن زوجها طلقها قبل عامين ورفض دفع النفقة لها بعد رفع قضية وفضل السجن لمدة شهر على أن يعطيها مليمًا من حقها: «الظابط تعاطف معايا وقاله أديها حتى نص المبلغ عشان بناتك قاله لأ أنا عايز أتحبس»، تشكو ربنا باكية مع طلوع الشمس وغروبها بسبب ظلم زوجها لها وهجرها هي وفتياتها.
تقول إن ابنتها الكبرى تم خطبتها لكنها لم تدم طويلًا بسبب عجزها عن توفير جهازها فتركها خطيبها: «مش معايا فلوس أجهزها زي باقي البنات، واضطريت أدخل بناتي ثانوي فني بدل العام لإني مقدرتش على مصاريفه رغم إنهم متفوقين جدًا».
تستغيث لطلب المساعدة أو وجود شخص قادر على شراء كليتها كي تحصل على مبلغ مالي تشتري به بيت لفتياتها، وتضيف باكيًا: «فاض بيا والعيشة بقت صعبة لو مت دلوقتي بناتي هيكونوا في الشارع عايز أطمن عليهم قبل ما أموت، هما غلابة وملهمش حد غيري وأهلي ناس على قد حالهم، ومبقتش بقدر أمشي من ألم فقرات ضهري».