ملامح بريئة وابتسامة ملائكية لا تفارق ملامحها، يختبئ وراءها كثير من الوجع والمعاناة، لكنها تقبل ما يقدره الله، نعمة كبرى قد لا يعرفها البعض، وتفطنها الطفلة التي لم تتجاوز الخامسة من عمرها، تعطي درسا في مواجهة الابتلاءات، بعد وجود «وحمة دم» في عينها اليمنى لازمتها منذ ولادتها، جعلتها تعيش بعين واحدة.

داخل إحدى بيوت منطقة الدخيلة، بمحافظة الإسكندرية، تقطن الطفلة سما تامر محمد رجب، بعين واحدة، والعين الأخرى مغطاة بـ«وحمة» دموية كبيرة تحجب رؤية العين اليسرى، وتجعل ما تذرفه عينيها من دموع عبارة عن نقاط دماء.

تامر محمد رجب، والد الطفلة، يقول إنّ «سما»، ولدت سليمة تماما كغيرها، ولم يمر سوى 15 يوما فقط، لتتفاجأ الأسرة بظهور وحمة دموية كبيرة تغطي العين اليسرى بالكامل: «مكنتش متوقع الوضع هيستمر، وروحت لدكاترة كتير ساعتها، لكن محدش فادني بحاجة».

معاناة الطفلة مع الوحمة الدموية استمرت لـ5 سنوات، ورغم رضاها إلا أنّها تُعاني من مشكلات نفسية بسبب الوحمة التي يسأل عنها أي طفل يراها: «البنت لما راحت الحضانة كان أي طفل يشوفها يسألها عن الوحمة دي إيه، لحد ما البنت جت وقالت أنا مش عايزة أروح الحضانة تاني، واضطريت أقعدها».

ويتابع «تامر»، في حديثه لـ«الوطن»، أنّ الطفلة تحب الضحك واللعب كأي طفل في عمرها، لكنها لا تستطيع الظهور في الشمس بسبب الوحمة: «الضوء بيأثر على عينيها، بيبقى نفسها تنزل تلعب بالنهار مع اخواتها بس مبقدرش أنزلها عشان خايف عليها».

والد الطفلة: «بعت عفش الشقة.. ومش معايا فلوس العملية»

يأس الأطباء لم يتسلل إلى روح والد سما، بل استمر في البحث حتى وصل إلى طبيب بمنطقة المندرة وجد حلا لعين صغيرته، لكن «تامر» لا يملك تكاليف العملية: «بنتي محتاجة عملية حقن كورتيزون وبعد كده شفط وجراحة تجميل، وقالي أروحله في شهر يناير ده، وبعت عفش الشقة بالكامل عشان أقدر أعالج البنت، لكن للأسف برضو مقدرتش.. نفسي أشوفها بتلعب زي كل اللي في سنها ومحدش يتريق عليها».