رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أصيبتا بكورونا.. «هالة» وأمها يخدمان «مرضى العزل» 180 يوما: «بلدنا أهم»

كتب: سحر عزازى -

06:48 م | الثلاثاء 12 يناير 2021

هالة وزميلاتها الممرضات

180 يومًا داخل مستشفيات العزل دون شكوى، تعمل بالأيام بشكل متواصل لخدمة مرضى فيروس كورونا حتى يتعافون ويغادرون المستشفى وتظل هي تتنقل بين غرف المصابين، هالة صبري، ممرضة عزل قررت أن تتطوع لسد العجز في الوقت الذي كان الجميع خائفًا، تركت مسقط رأسها المنصورة لتذهب إلى مستشفى عزل إسنا في الصعيد.

لم تكن «هالة» بمفردها بل كانت والدتها معها التي تعمل ممرضة أيضًا ترك الثنائي زوج وأبناء صغار يخدمون أنفسهم، مشتاقون للأم والأخت: «إخواتي كانوا بيتصلوا بأمي يعيطولها في التليفون من كتر ما إحنا وحشناهم بس بلدنا أهم في الوقت ده استحملنا عشان الناس تخف» تقولها الفتاة العشرينية التي لم تتردد في الانضمام لمستشفى عزل الهرم مع بداية الموجة الثانية لتعود مرة أخرى بعد إجازة قصيرة لدورها البطولي.

أصيبت بكورونا هي ووالدتها

معاناة من نوع خاص عاشتها «هالة»، حتى أصيبت هي ووالدتها في شهر يوليو الماضي وتدهورت حالتهما ورغم ذلك لم تتوقف عن العمل، ارتدت ملابسها الواقية ونزل لغرف المرضى تقدم لهم أفضل خدمة طبية: «مأخدتش إجازة غير يومين لما مكنتش قادرة أقوم من السرير، وفضلت أسبوعين تعبانة ودرجة حرارتي عالية بس مقدرتش اتخلى عن دوري وأمي فضلت تعبانة فترة أطول مني».

مواقف لا تنسى

تتذكر مواقف لم تغب عن ذهنها منها طبيب رمد كان محجوزًا في مستشفى إسنا وبالغرفة المجاروة له مريض آخر يشتكي من مشكلة في النظر أصر أن تصور له عينه ليحاول مساعدته وكتابة العلاج اللازم له: «كان تعبان مش قادر يجيب النفس ومع ذلك أصر أنه يخدم ويقوم بدوره وهو في المستشفى تعبان»، آخرهم أمس موقف مع مريضة في سن الثلاثين كان بحالة جيدة وفجأة شعرت بضيق شديد في التنفس وعجزت على التقاط أنفاسها فنهارت من البكاء حزنًا عليها إلى أن تم إسعافها بمساعدة فريق من الأطباء والممرضين في مستشفى عزل الهرم: «قعدت فضلت أعيط جامد ومكنتش قادرة أمسك نفسي وبقول ليه بيحصل لنا كل ده».

الحرمان من الأهل والدعم النفسي

تحكي أن أول يوم لها في مستشفى العزل كان صعبًا وقاسيًا جدًا، من شدة الخوف والقلق من المجهول، لدرجة أنها خضعت لدعم نفسي: «فيه دكاترة نفسيين بيجوا يقعدوا معانا لولا كده كان زمانا مرضى نفسيين»، خاصة أنها شاهدت أحداث المواجة الأولى بكل تفاصيلها وحرمت من حضن أمها وأبيها ورؤية إخوتها الصغار ثلاث فتيات وولد، لم تقترب منهم منذ شهر أبريل الماضي: «بقعد بيني وبينهم 3 متر ومبقدرش أبص في وشهم خوفًا عليهم وهموت وأحضنهم لأنهم وحشوني».

التعامل الخاطئ مع الحالات

تقول «هالة"، إنها رأت الكثير من الحالات الذين لم يجدوا أهاليهم بجوارهم بعد التعافي وتخلوا عنهم لدرجة أنهم رفضوا المجئ للمستشفى لاستلامهم، فضلًا عن أم كانت محجوزة هي وابنتها وخرجت من المستشفى قبلها وقررت أن تقاطع ابنتها للأبد خوفًا من الإصابة مرة أخرى: «كنت في حالة زهول ومش مستعوبة اللي بيحصل».

أنا ممرضة إذن أنا مرفوضة

شعور مؤلم تعرضت له ابنة الـ24 عامًا، حين استقلت سيارة أجرة وعلم السائق بأنها ممرضة فأوقف السيارة وطلب منها النزول، وقفت متعجبة مما حدث حتى تساقطت منها دموعها رغمًا عنها على تلك المعاملة القاسية التي لا تستحقها لكونها ضحت بوقتها وحياتها من أجل خدمة المرضى، فضلًا عن ابتعاد عدد كبير من الناس عنها لمجرد أنها قررت تتطوع في مستشفى عزل: «بقيت بمشي حوالي 200 متر بعيد عن المستشفى عشان عربية ترضى تقفلي وأركب فيها عشان أروح مع اني بكون عاملة مسحة وعمري ما هكون تعبانة وهنزل أعدي حد وأنا في الآخر اللي بعالجه».