رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أقوى ممرضة في عزل الحسينية.. «إمبارح كان عمري 20 وبعد الصدمة 60»

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر -

04:07 م | الأحد 03 يناير 2021

في أول تصريح لها ممرضة مستشفي الحسينية:

كعادتها كل مساء، خرجت آية علي محمد علي، 20 عاما، من قريتها بمنطقة الحجازية بمحافظة الشرقية، متوجهة إلى مستشفى الحسينية التي تعمل بها ممرضة، منذ 7 أشهر، لكن الليلة لم تكن كسابق الليال وربما لن تأتي ليلة مثلها، فكانت الممرضة العشرينية على موعد مع رؤية كم من جثث الموتى لم تصادفه من قبل في حياتها العملية رغم أن عملها بالأساس داخل غرفة العناية المركزة حيث قد تكون المسافة إلى الموت أقرب منها إلى الحياة، فبعد وصول «آية» ببعض الوقت سقط عدد من مرضى كورونا موتى داخل العناية، إثر انقطاع الأكسجين عنهم، لتسقط الفتاة مستسلمة وفاقدة القدرة على الحركة، بسبب قسوة المشهد.

مشوار «آية»، مع مهنة التمريض بدأ عندما كانت في معهد تمريض بمحافظة الشرقية، قبل أن تلتحق بمستشفى الحسينية «تحت التدريب» إلى أن جرى تعينيها في وحدة العزل، نظرا لأنها جاءت للمستشفى بالتزامن مع الموجة الأولى للفيروس: «كنت بتدرب في نفس المستشفى وبعد كده اتعينت في قسم العزل، ومن وقتها وأنا حياتي كلها خصصتها للمرضي لأني مسؤولة عنهم، علاجهم وأكلهم وكل حاجة عليا أنا، وأنا سعيدة إني بشتغل ممرضة لأنها مهنة سامية».

يوم عادي في حياة العشرينية بدأ بروتين تعودت الفتاة عليه طوال 7 أشهر، ولكن ثمة شيء قد تغير مع دقات التاسعة مساء، حيث انقطع الأكسجين بشكل مفاجئ عن وحده العزل بمستشفى الحسينية، ولم يكن يعلم أحد من طاقم التمريض حقيقة الأمر، كل ما كان يعينهم في الأمر هو أنه لابد لهم من إنقاذ المرضي: «مكناش عارفين نعمل إيه ولا فاهمين فيه إيه، كل همنا كان اننا ننقذ المرضى وخلاص، وفعلا بدأنا نحاول نسعف الناس لكن فشلنا».

والد الممرضة حضر إلى مستشفى الحسينية لاصطحابها إلى المنزل

انتشرت صورة الفتاة سريعا، فما كان من والدها إلا أن ذهب إليها في الصباح وانتظر حتى انتهاء الشيفت الخاص بها داخل المستشفى: «خاف عليا لما شاف الصورة، وجه المستشفى أخدني البيت».

تقول «آية» إن تلك الصورة التقطت لها عندما شعرت بالتعب الشديد وخارت قواها وجلست لأنها لم تكن تتحمل مشاهد الموت لهذا العدد الكبير من المرضى، ومع صغر سنها وقلة خبرتها لم تتمالك نفسها أمام هذا المشهد الذي جعلها تشعر وكأنها أصبحت في الـ60 من عمرها، وليس الـ20: «مكنتش خايفة، بالعكس، أنا كنت مصدومة وزعلانة على الناس اللي ماتت، وده دورنا وواجبي».

ووجهت آية، رسالة إلى المواطنين، حول الموجة الثانية من فيروس كورونا التي وصفتها بأنها شديدة الخطورة والانتشار: «التزموا بالكمامات لأننا بنتعب علشانكم، الموجة خطيرة المرة دي، وفيه حالات كتير ولازم كلنا نلتزم».