رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"هويدا" تدخل سجن المرض اللعين: الإيدز أفسد حياتي وإخوتي هجروني

كتب: هدى رشوان -

10:50 ص | الأربعاء 25 نوفمبر 2020

هويدا تواجه نظرة المجتمع بسبب الإيدز

نظرات ثاقبة تتوجه إليها تفقدها قدرتها على الحياة وسط الأشخاص بشكل طبيعي، تحاول التعامل مع نظرة المجتمع القاتلة إلا أن المعاناة التي تصادفها جعلت الأمر يبدو كما لو كانت منبوذة اجتماعياً.

"هويدا"، الأرملة الشابة التي تبلغ من العمر 26 عاماً، لديها 3 أطفال، ومتعايشة مع الإيدز، في منزل عائلة زوجها الراحل قرب مدينة المنصورة.

أكملت هويدا دراستها حتى الصف الأول الإعدادي، ثم تزوجت وهي في السادسة عشرة من ابن خالتها الذي كان يكبرها بأربع سنوات، تقول: زوجي كان مدللاً لأنه أصغر إخوته الثمانية، وترك دراسته في المرحلة الابتدائية ليعمل مع أسرته في تجارتهم الخاصة، وكان "معجباني ويعتني بمظهره، ورومانسي ويمشى كده فارد طوله وطاير فوق الأرض"، كان يحب السفر، وسافر عدة مرات إلى إحدى دول الخليج، وهناك تعرف على شخص هولندي فدعاه لزيارة مصر، وقام هذا الشخص بدوره بدعوة زوجي إلى هولندا وفعلاً سافر وأمضى هناك بعض الوقت.

تصرفات زوجها جعلتها تشك أنه "شاذ" بسبب بعض الأشياء التي لاحظتها عليه عند العلاقة الزوجية، أطلعت والدتها في ذلك الوقت على هذه الشكوك، وطلبت أن تنفصل عن زوجها، فرفضت والدتها لأنه ابن شقيقتها، وقالت: "عندك 3 أولاد هتروحي بيهم فين؟".

وبدأت معاناة الزوج مع أعراض المرض كالإسهال والقيء والحساسية الجلدية في الوجه وبقية أجزاء الجسم، ومع تدهور حالته الصحية تبين أنه مصاب بفيروس ضعف المناعة (الإيدز).

صُدمت "هويدا" حين علمت أن من المحتمل أن تكون قد أصيبت بالمرض من زوجها، إلا أن الأطباء أكدوا لها أنه من السهل أن تمارس حياتها بشكل عادي، وفرحت حين علمت أن أطفالها غير مصابين به.

ألم "الوحدة والوصم" أشد عندها من ألم المرض الذي تعايشت معه، فبعد وفاة زوجها مرت بمرحلة أسوأ، وحاولت أسرة الزوج مضايقتها وطردها من الشقة خصوصاً بعد تشخيص حالتها على الرغم من علمهم أن العدوى انتقلت إليها من زوجها، وأخبروا الجيران والأصدقاء والأقارب بحقيقة إصابتها بالفيروس، تباعد عنها كل إخوتها وطلبت والدتها منهم أن يتوقفوا عن زيارتها.

تقول هويدا: "حتى إخواتي البنات لو رحت لواحدة منهم تطردني، وتقول: إنتي هتجيبيلنا الوبا.. ثم تغلي الفراش الذي جلست عليه بالبوتاس، حتى لو شربت في كوباية بيكسروها".

"هويدا" نادمة على إطلاعهم على حقيقة مرضها وقررت الامتناع عن زيارة إخوتها نهائياً، وحاولت أن تشرح للمجتمع المحيط بها أنها لن تنقل لهم العدوى إذا ذهبت لتنظيف السلالم مثلاً، ولكن لم يصدقها أحد حتى الأطباء الذين يعملون في عيادات أحد المساجد الذي كانت تتردد عليه للحصول على المساعدة، طلبوا منها عدم الحضور نهائياً.

وتعتقد "هويدا" أن المرأة في مصر لا تستطيع حماية نفسها من انتقال العدوى بالفيروس إليها، وتتمنى توعية كل السيدات والفتيات والشباب بخطورة المرض وكيفية العدوى، وتساءلت عن سبب غياب أي معلومات عن الإيدز في وسائل الإعلام، وتنصح بضرورة الكشف على المقبلين على الزواج.