رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"مسيحي غير ديانته ليتزوجها".. لبنى عبدالعزيز 70 سنة فن وصحافة وماجستير

كتب: روان مسعد -

02:18 م | الجمعة 20 نوفمبر 2020

لبنى عبدالعزيز

احتفلت الجمعة عدد من المواقع الإخبارية بعيد ميلاد الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز، فبحسب تصريحاتها، فهي ولدت في 1 أغسطس وليس في الـ20 من نوفمبر، ولكنها على الرغم من ذلك فقد تصدرت محركات "جوجل" خلال ساعات قليلة.

"هاميس" رغم ملامحها الملونة إلا أنها كانت شديدة المصرية، "عروس نيل" تنتمي للطبقة الارستقراطية ولكنها عملت منذ كان عمرها 10 أعوام، عشقت التمثيل حتى صارت أول فنانة مصرية تحصل على درجة الماجستير في فنونه من أمريكا، "لبنى عبدالعزيز"، دموعها الؤلؤية انهمرت يوما بسبب "عدم سؤال أهل الفن عنها"، فهي آخر جوهرة متبقية من صندوق ملئ بالقطع الثمينة، عاش وأسس عصر الفن الجميل.

بين صباح وسعاد حسني، وزبيدة ثروت وماجدة ونادية لطفي وفاتن حمامة، تألقت هي، أول أدوارها كان بطولة من نصيب الفيلم الأنجح في تاريخ السينما المصرية "الوسادة الخالية"، تركت بصمتها رغم قلة أعمالها الفنية، فقد امتهنت التمثيل لمدة 10 أعوام فقط في بدايتها قبل أن تعود.

لبنى عبدالعزيز تمثل "المرأة"، أكثر من كونها فنانة أو ممثلة، استطاعت في حياتها أن تتحلى بالقوة والشجاعة والمواجهة، بالعمل ثم الزواج والاستقرار، تحدت العائلة لتحرر نفسها بالتمثيل، ثم عادت وأصبح "عش الزوجية" هو سبيل تحررها لتربية البنات.. حياة مليئة بالمغامرات صنعت فنانة متكاملة مثقفة، بالإضافة إلى جمالها كانت شخصيتها هي ما فرضت السيطرة.

نشأة لبنى عبدالعزيز

ولدت لبنى عبدالعزيز في القاهرة لعائلة ارستقراطية في أغسطس عام 1935، ألحقتها الأسرة بمدرسة سانت ماري للبنات، فكانت تتحدث الإنجليزية والفرنسية بجانب العربية، ثم التحقت بالجامعة الأمريكية في القاهرة.

منذ كان عمرها 10 سنوات عملت في الإذاعة وقدمت برنامج "ركن الأطفال"، ظلت تقدمه حتى صار عمرها 16 عاما قبل أن تلتحق بالجامعة، فكانت في هذا الوقت تقدمه، وتخرجه وتعده، حينها تعلقت بالفن، والإذاعة ورأت موهبتها جلية.

لم تترك مصيرها في يد أسرتها، رغم أنه في هذا التوقيت وتحديدا بداية خمسينيات القرن الماضي، كانت الفتاة دوما ما تتبع السائد، حينما سألها خالها الأكبر الذي عاش معها في نفس البيت عن طموحها لم تخجل وأعلنتها "عايزة أبقى ممثلة"، فهوى خالها عليها بصفعة قوية، أدت لطرده من البيت نهائيا، وإلى ولادة نجمة عظيمة خلال 10 سنوات كانت هي الوجه الأجمل والأكثر حرفية في عالم الفن.

النجومية

بدأت النجومية بطلبها شخصيا، تقول لبنى عن تلك الفترة، "ذات يوم استدعتني السيدة فضيلة توفيق رئيستي في العمل (في الإذاعة) آنذاك، تخبرني أن عبد الحليم حافظ يريدني ويريد التعرف عليّ، ورفضت في البداية، ولكن مع ضغوط ابلة فضيلة وافقت وتم اللقاء. طلب حليم مني ان اشاركه بطولة فيلمه المقبل، وكان يحضر اللقاء الكاتب الكبير ​إحسان عبد القدوس​، الذي كان جارنا في جاردن سيتي، والمخرج الراحل ​صلاح أبو سيف​، وطلب مني الثلاثة التوقيع على عقد الفيلم، ومن هنا ظهر فيلم الوسادة الخالية الذي كان فيلماً عظيماً ورومانسياً، وبلغ أجري عن الفيلم حينها ألف جنيه"

بدأت كبيرة هكذا وصفها النقاد، فأول بطولة مطلقة لها حققت نجاحا ساحقا "الوسادة الخالية"، لتكرر بعدها نجاحات منقطعة النظير في فيلم "عروس النيل"، بدور هاميس، وقررت أن تمثل رواية "أنا حرة" لإحسان عبدالقدوس لتلهم الفتيات في حياتهن، ومثلت "غرام الأسياد"، والفيلم الأسطورة "آه من حواء"، و"سكر هانم"، والفيلم التاريخي "وا إسلاماه".

كل تلك النجاحات كانت خلال 10 سنوات فقط، تخللها زواج وطلاق وقرارات مصيرية أخرى.

الحياة الأسرية

خلال دور لبنى عبدالعزيز في "الوسادة الخالية" تعرفت على المنتج رمسيس نجيب، والذي غير ديانته المسيحية إرضاء لها، ليتزوجها ويعيشا معا حياة هنيئة، أسطورة كان الجميع يتحدث عنها، ولكنها انتهت سريعا، قالت لبنى عن تلك الزيجة، "رغم كل الصعوبات مكنتش مصدقة إن الجواز ممكن ميكملش، لحد ما كلمني محامي نجيب وطلب مني بمنتهى اللطف إني أروح استلم ورق الطلاق"، تزوجته لبنى عام 1957، وتم الطلاق أوائل الستينيات، وظهرت معه لبنى قبل الانفصال، فكانت للزيجة بصمة كبيرة، في أعمالها الفنية العظيمة.

البعد عن الفن

وفي عام 1965 تغيرت حياة لبنى عبدالعزيز جذريا مرة أخرى، فقد تعرفت إلى الطبيب إسماعيل برادة، والذي حصل على منحة دراسية في أمريكا، فوقع اختيارها الحر مرة أخرى على البعد عن الفن، لتمتهن الأسرة، وتقرر أن تعيش مع زوجها ولزوجها فسافرا إلى أمريكا، وأنجبا بنتين هما "سارة ومريم"، وقالت لبنى عن تلك الفترة، "عشت أم ومربية وكناسة وغسالة وطباخة ومكوجية وكل حاجة".

لمدة تزيد على 30 عاما ابتعدت لبنى عبد العزيز عن الساحة الفنية، إلا أنها لم تنس الفن، فحصلت على درجة الماجستير في الفن من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، حتى عادت مرة أخرى في عام مع زوجها وبناتها بعد حياة حافلة في أمريكا.

العودة 

بعد حصول لبنى على منحة للدراسة وحصلت على الماجستير في الفن المسرحي والسينوغرافي من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، راسلت لبنى جريدة الأهرام بعدد من التحقيقات التي كانت تكتبها عن استوديوهات هوليوود التي كانت تنقل أخبارها أيضاً، ثم ما لبثت أن عادت للقاهرة مرة أخرى لتعمل كمحررة بجريدة الأهرام عام 1998، ولتلعب الأقدار دورها في اقتحام لبنى عالم التمثيل مرة أخرى.

عادت لبنى بـ مسلسلها الإذاعي "الوسادة لا تزال خالية"، كما شاركت في بطولة مسلسل "​عمارة يعقوبيان"، وتلته في عام 2010 مشاركتها في بطولة مسرحية "فتافيت السكر"، وقدمت لبنى عبد العزيز، على مدار مشوارها الفني، 20 فيلمًا للسينما المصرية، منها 5 أفلام جمعتها بالممثل الراحل رشدي أباظة، وهي "العيب، بهية، آه من حواء، عروس النيل، وا إسلاماه".

راحوا الحبايب

آخر من حضرت جنازته هي الفنانة ماجدة الصباحي عن عمر 89 عاما، في 20 يناير 2020، لتنفجر باكية معلنة "راحوا الحبايب"، انهارت لبنى عبدالعزيز حتى تجمعت حولها النجمات دلال عبدالعزيز، والراحلة رجاء الجداوي، "احنا كلنا جنبك يا لبنى"، ولكن دون جدوى كانت دموعها أقوى وأشد غزارة من الموقف، وقالت حينها، "أنا محدش بيسأل عني من أهل الفن"، لترد رجاء الجداوي، "أسفين يا حبيبتي إحنا كلنا مقصرين في حقك".

هذا ليس الموقف الأول الذي يبكي لبنى عبدالعزيز، البداية كانت برحيل العندليب الأسمر عبد الحلمي حافظ، وكانت حينها مع زوجها في أمريكا فأصيبت بانهيار عصبي، فقد أخفت أسرتها الخبر لمدة 3 شهور عنها، ولكنها انهارت تماما بمعرفته، "حزنت كثيراً على وفاته، كان صريحًا جدًا، واللي في قلبه على لسانه، وتعاملت معه في فيلم غرام الأسياد، وكان يقدم شخصية الأخ الأصغر للفنان أحمد مظهر، وأنا التي اقترحت عليه هذا الدور، وكانت مشاهدنا معًا تاريخ ممتع لن يُنسى".

كان رحيل رشدي أباظة قاسيا هو الآخر، فقد كان له نصيب الأسد من أفلامها، فقد شاركتها 5 من مجموع 10 أفلام، وقالت عنه، "علاقتي برشدي تخطت مرحلة الصداقة بكثير، لذلك كان النجاح حليفنا في أفلامنا الخمسة، كما كنت أُعجَب بطريقة تعامله مع السيدات، حيث كان يقف عند قدوم أي سيدة إليه، ويُقبل أناملها، ولكنِّي في المقابل كنت أشعر بالغضب منه، بسبب إفراطه في شرب الخمر، ما انعكس سلباً على صحته".

ليس العندليب فقط هو من افتقدته الفنانة الكبيرة من أبناء جيلها، فقد ودعت أيضا، عبدالسلام النابلسي، وسليمان نجيب، وعبد المنعم إبراهيم، وأحمد مظهر.