"أدعم قانون منع تعدد الزوجات في مصر"، هاشتاج متداول عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، هدف إلى إيجاد القانون الذي يمنع "الزوجة الثانية"، القضية الشائكة، التي تختلف حولها الآراء عبر أزمنة متعددة، فالبعض وصفها بالمعادلة المستحيلة، أما آخرون فرحبوا بوجودها مع وضع الضوابط التي ترضي أطرافها.

"هن" استطلع آراء الحقوقيات اللائي اختلفن حول إمكانية تطبيق قانون يمنع التعدد، ما بين من رحبت بوجوده وآخريات رأين استحالة تنفيذه.

هالة: منع التعدد مسألة صعبة

هالة عبدالقادر، المدير التنفيذى للمؤسسة المصرية لتنمية الأسرة، أبدت اعتراضها مع الهاشتاج المتداول، إذ رأت أن وجود زوجة ثانية أمر شرعه الله، ولا يمكن لأحد منعه، إذ وصفتها بـ"المسألة الصعبة"، فعدم التزام البعض بالضوابط التي وضعها الشرع لوجود الزوجة الثانية، مشكلة تتعلق بالأشخاص وليس بالأمر ذاته.

وأوضحت "عبدالقادر" خلال حديثها لـ"هن"، أنه يجب وجود الضوابط التي تحكم وجود الزوجة الثانية، ولابد من تنفيذها بإشراف القاضي، لذلك تابعت الحقوقية في حديثها أنها مع فكرة الضوابط الصارمة التي تحكم وجود الزوجة الثانية.

واستطردت "عبدالقادر"، أن زواج التعدد لابد أن يكون بإشراف القاضي، على تنفيذ هذه الضوابط، وهي دوافع الزواج الثاني وتحقيق التوازن بين الزوجتين الأولى والثانية ما بين المستويات المادية والاجتماعية، وأيضًا لابد من موافقة الزوجة الأولى على الزواج الثاني.

عزة: لست مع التعدد المطلق لكن بشروط

واتفقت معها في الرأى ذاته، الدكتورة عزة هيكل، عميد كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا وعضو سابق بالمجلس القومي للمرأة، التي عارضت فكرة وجود قانون يمنع تعدد الزوجات، لكنه يجب وجود شروط وضوابط لظاهرة التعدد.

وأوضحت "عزة" في حديثها لـ"هن"، أن تعدد الزوجات أمر يحافظ على سلامة وأمن المجتمع في الإطار الشرعي والضوابط، لكن المطالبة بقانون يمنع التعدد، يفتح الباب للعلاقات غير الشرعية والزواج العرفي، وهو ما يهدر حقوق المرأة ويسلبها كرامتها، كما أنه يخلق المزيد من المشاكل مثل ولادة أطفال غير شرعيين.

وتابعت "عزة" أنه يجب وضع الضوابط التي تحكم هذه المسألة منها إلزام إعلام الزوجة، ووجود الأسباب الضرورية التي تدفع للتعدد: "لسنا مع التعدد المطلق لكن مع التعدد المشروط الذي يكرم المرأة".

أما الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، التي أبدت موافقتها مع الهاشتاج لمنع تعدد الزوجات في مصر، إذ رأت أنه يمكن تنفيذه، مستشهدة بالآية القرآنية: "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم"، إذ رأت من خلالها أن "الله حرم تعدد الزوجات.. دا تفسيري للآية".

وتابعت "فريدة" أن منع تعدد الزوجات يتماشى مع الشرع، بحسب حديثها، موضحة أنه لا يمكن أن يعدل الرجل بين امرأتين، وأن الحديث حول زواج النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بأكثر من واحدة، فأرجعت "فريدة" السبب لأنه نبي مرسل من الله وأقدم على ذلك لأسباب مختلفة.

واختتمت "فريدة" حديثها أن الكثير من الدول تمنع التعدد: "إشمعنى هما.. ولا إحنا مخلوقين من طينة تانية"، وبررت رفضها للتعدد بأن وجود أخوات غير أشقاء من الأمور التي تولد الكراهية والغضب بينهم.