رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مريم ليست الأولى.. فتيات تحولن إلى أيقونات بسبب العنف

كتب: غادة شعبان -

05:15 م | الخميس 15 أكتوبر 2020

فتاة المعادي

على مدى عشرات السنين وحتى هذه اللحظات تتعرض المرأة للعنف بأشكاله المختلفة سواء كان عنفا جسديا أو معنويا، كالختان والتحرش والاغتصاب والعنف الأسري، حتى تحولت إلى فريسة، فقد عاشت ضحية لمجتمع يتهمها دوما بالخطيئة ويلقي عليها اللوم وحدها دون الجاني، آخرها هي الجريمة التي هزت الرأي العام خلال الساعات الماضية، التي وقعت لـ مريم محمد، والمعروفة بـ"فتاة المعادي"، التي لقيت مصرعها إثر ارتطام رأسها في سيارة بشارع 9 بالمعادي، بعدما تعرضت لمحاولة سرقة.

"مريم" ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة إذ سبقتها فتيات تعرضن للعنف بشتى أشكاله، ليتحولن لأيقونات إيجابية تمكن النسويات والفتيات المدافعات عن حقوق المرأة في المطالبة بحقوقهن، وحقوق الفتيات في المستقبل، وذلك بسن قوانين وتشريعات تضمن محاسبة الجاني، وتقويض العنف ضد المرأة.

ويُقدم هُن أبرز الفتيات اللاتي أصبحن أيقونات العنف ضد المرأة، خلال التقرير التالي:

الطفلة "بدور" ضحية الختان

وجه برئ وعقل لم يستوعب بعد أعباء الحياة، لم تفكر سوى بعالمها الصغير واجتيازها المرحلة الابتدائية بتفوق معتاد، وشراء الحلوى وتوزيعها على أصدقائها بالقرية، لتصبح في اليوم ذاته ضحية "جريمة مجتمعية" وذكرى أليمة تحملها قلوب وعقول الكثير.

استيقظت الطفلة بدور أحمد شاكر، المقيمة بقرية مغاغه في محافظة المنيا، في صباح 14 يونيو 2007، على خبر نجاحها بالصف السادس الابتدائي، فغمرتها الفرحة طوال اليوم، حتى حل المساء فتوجهت بصحبة والدتها إلى إحدى الطبيبات لإجراء عملية "الختان" بدافع الحفاظ على عفة ابنتها.

لم تدر والدة الطفلة مخاطر ختان الإناث وعدم مشروعيته حينها، واطمأنت لما حدثتها به الطبيبة من سهولة إجراء العملية وعدم تأثر طفلتها أو شعورها بالألم، لتواجه الطفلة قدرها المحتوم عند حصولها على جرعة زائدة من المخدر أفقدتها حياتها.

عادة سقيمة اتبعتها بعض الأسر المصرية للحفاظ على شرف وعفة بناتهن، أسفرت عن سقوط بدور وغيرها من الفتيات "ضحايا للختان"، ليعلن المجلس القومي للسكان ذكرى وفاة "بدور" يوما وطنيا لمناهضة هذه الجريمة، ويؤكد مفتي الجمهورية علي جمعة أن هذه العادة "حرام شرعًا".

مريم ضحية العنف الأسري.. سحل وضرب وإهانات

فتاة في مقتبل عمرها لم تتعد 15 عامًا، كانت ضحية العنف الأسري من قبل الحامي الأول لها وهو الأب، فقدت طفولتها ورغبتها في الحياة، حتى انعدمت ثقتها بجميع من حولها، فتحولت حياتها من النعيم إلى الشقاء، نتيجة لتعرضها الدائم للضرب، لتكن مريم البدري، وسيلة لتفريغ والدها شحنته السلبية.

"انقذوا مريم.. انجدوها نفسي ترجعلي كفاية البهدلة اللي شافتها"، كلمات حزينة تنم على انعدام الأمل شاركتها نورهان البدري، الشقيقة الكبرى لمريم، التي وجدت في مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لسرد قصة شقيقتها، متابعة: "مريم مهددة بإنها تموت في أي لحظة، اتولدت لأب وأم شايفين إن ولادهم ملكية ليهم، كأنهم كرسي أو كنبة من حقهم يضربوهم ويهينوهم ومينفعش الطفل يعترض".

"مريم ضحكتها جميلة وبريئة محدش شافها أو عرفها غير وحبها معروفة بأن كل الأطفال اللي يعرفوها بيحبوها، بتحب التصوير، وبتشوف الجمال في كل حاجة"، عبارات وكلمات وصفت بها نورهان شقيقتها مريم، التي تحولت حياتها من الحيوية والنشاط إلى الحزن والظلام، وذكرت لـ"الوطن"، "يوم 12 سبتمبر الماضي، مريم فاض بيها من الإهانة والذل وكسرة النفس، راحت تطلب 5 جنيهات مصروف من والدي، علشان تفطر لإنها عندها درس بدري تاني يوم، قالها مفيش مصروف، وراح حدفها بكتاب موجود جمبه في وشها".

وبعد 3 أشهر، من المعاناة والعنف التي عاشتها وشغلها الرأي العام، بعد نشر شقيقتها التفاصيل على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، انتصر القضاء للشقيقتين نورهان ومريم، فلم تتعرض الطفلة للعنف بمفردها، حتى استطاعت أن تحصل على حقوقها والرعاية التي كانت تسعى إليها.

فتاة العياط.. نالت من رجل حاول اغتصابها

في 14 يوليو 2018، سلمت "أميرة"، المعروفة إعلاميًا باسم "فتاة العياط"، نفسها لأفراد قسم شرطة العياط، وكانت تبلغ من العمر 16 عامًا، إذ دخلت عليهم وملابسها ملطخة بالدماء، وتحمل سكينًا، وتبلغهم بأنها قتلت سائق سيارة ميكروباص حاول الاعتداء عليها قائلة: "قتلت سواق كان عايز يعتدي عليا".

قضت الفتاة 3 أشهر محبوسة خلف القضبان، بعدما قتلت مغتصبها بـ16 طعنة نافذة في أجزاء متفرقة من جسده، لتتحول قصتها لمحل اهتمام استقطب الرأي العام بأسره، متابعين أحداثها يومًا بعد يوم، حتى ذلك اليوم الذي انصف فيه الطب الشرعي الفتاة، إذ تطابقت الدماء الموجودة على السكين المستخدمة والسيارة وجسد المتهمة بدماء القتيل وتطابق جلدها بالجلد الموجود تحت أظافر القتيل وثبوت عذريتها، وخلو أظافرها من أي آثار لجلد القتيل، حتى تعود الفتاة لحضن والديها بعد إثبات شرفها، لتصبح مصدرًا للفخر لأسرتها ومن حولها من جديد.

فتاة فرشوط.. تعرضت للاغتصاب من 3 رجال 

جريمة هزت الرأي العام، ضحيتها فتاة تدعى "فرحة.ع.ر"، 19 عامًا، والمعروفة إعلاميًا باسم فتاة فرشوط، وتناقلتها وسائل الإعلام المختلفة، بعد تعرضها للاغتصاب على يد 3 ذئاب بشرية، شرعوا في قتلها، للتخلص من حياتها خشية افتضاح أمرهم، لكن مشيئة الله، كانت فوق تخطيطهم الشيطاني.

لم تكن أسرة الفتاة كغيرها ممن يتكتمن على الأمر خشيةً من افتضاح أمر ابنتهم وسط المحيطين بهم، خشيةً من العار والفضيحة، فقد تقدموا ببلاغ ضد من اختطفوا ابنتهم في وقت متأخر وتناوبوا اغتصابها، لينصفها القضاء بعد عامين من الألم والوجع، بعد معركة قضائية لتحال أوراق المتهمين للمفتي لتنفيذ حكم الإعدام فيهم.

فتاة المعادي.. لفظت أنفاسها بعد سحلها

عند دقات الساعة الخامسة مساء، لفظت الفتاة أنفاسها الأخيرة بالقرب من منزلها، بعد محاولة الاعتداء عليها، وتعرضها للسرقة، وسحلها بسيارة في شارع 9 بالمعادي، انتهت بسقوطها أرضا وتعلقت ملابسها بالسيارة التي تحركت بها عدة أمتار، حتى تحل الفاجعة على أسرتها، ويعيش والدها الدكتور الجامعي ووالدتها معلمة التربية الرياضية، في حالة حزن وصدمة، فهي الفتاة الوحيدة لديهما.

لحظات صعبة تعيشها أسرة "مريم"، منذ الحادث مرورا باستخراج تصريح الدفن، حيث سيجري دفنها بمقابر الأسرة بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية.

القبض على المتهمين بقضية فتاة المعادي

وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهمين، وتبين من التحريات الأولية أن المتهمين حاولوا سرقة الضحية أثناء عودتها من العمل، وعقب هروبها منهم تعلقت ملابسها بسيارتهم، مما أدى إلى ارتطام رأسها بسيارة أخرى مركونة.

وأوضحت التحريات أن المتهمين حاولا الهرب فسحلوا الضحية لعدة أمتار حتى تهتك جسدها.

وتلقى مأمور قسم شرطة المعادي، بلاغا من الأهالي بوجود جثة لفتاة بأحد الشوارع بدائرة القسم.

وانتقل فريق من المباحث، وعثر على جثة فتاة في العقد الثالث من العمر، مهتكة الجسد وبها عدة كسور، وبتفريغ الكاميرات تبين أنه أثناء سير المجني عليها بالشارع قام مجهولون بسرقتها بها لفظيا، وحاول أحدهم الإمساك بها.

وأشارت التحريات إلى أن الضحية حاولت الهرب فسقطت أسفل السيارة مما أدى إلى سحلها عدة أمتار أسفل السيارة، ونتج عنه مصرعها، وفروا هاربين، ويكثف رجال المباحث جهودهم للقبض على باقى المتهمين.