رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

والدة الشهيد عمرو عبدالمنعم: كان قلبي حاسس.. ابني عريس الجنة

كتب: دينا عبدالخالق -

03:33 ص | الجمعة 25 سبتمبر 2020

العقيد الراحل  عمرو عبد المنعم

مازالت غير مدركة حتى الآن رحيل نجلها، فتحاول جاهدة الهروب من تلك الحقيقة عبر ترتيب المنزل أو الحديث مع أفراد أسرتها الذين سارعوا لمساندتها، بينما يسيطر على ذهنها العديد من ذكرياتها مع العقيد الراحل وفترات طفولته، لتتجه لجمع صوره السابقة التي تحتفظ بها منذ أعوام، فيما مازال اسمه ملتصقا بلسانها فتنادي شقيقه الوحيد باسمه عن غير قصد.

قبل ساعات قليلة، كان العقيد عمرو عبدالمنعم، يؤدي عمله في سجن طرة برفقة عدد من رجال الأمن، ليفاجأ بـ 4 إرهابيين تابعين لتنظيم "داعش" المحكوم عليهم بالإعدام، يحاولون الفرار من السجن، ليتصدى لهم مع أصدقائه بجسارة، ليودعون الحياة أثناء أداء الواجب، ويترك خلفه طفلتين في عقدهما الأول من العمر، وأسرة بسيطة كانت تعتمد عليه في المقام الأول.

كرست الأم حياتها لنجليها، أثناء عمل زوجها بالإمارات وحتى عودتها مع أبنائها لمصر بمفردها، لذلك لم تقوى على فراقه بعد نتيجة تنسيق الثانوية العامة، الذي أتاح له الالتحاق بكلية العلوم في جامعة سوهاج، ومن ثم انضم إلى كلية التربية الرياضية والتي تحولت إلى شغفه الأكبر، قبل إتاحة الفرصة للانضمام إلى أكاديمية الشرطة لاحقا، ويكتسب صفات مميزة "كان راجل وجدع ويشيل الكل"، لذلك قضي معها 8 أيام دون انقطاع في المستشفى قبل حوالي 4 أعوام، أثناء خضوعها لعملية تغيير مفصل بعد تعرضها لكسر بالغ.

"بقالي 10أيام أو أسبوع قلبي واكلني عليه ومكتئبة ومش طبيعية وحاسه أنه هيحصله حاجة، وكل شوية أكلمه أقوله أوعى تقفل موبايلك"... إحساس الأمومة الطاغي لدى والدة الشهيد جعلها تشعر بقلق بالغ تجاه نجلها الأكبر قبل أيام من وفاته، لتحرص على الاتصال به باستمرار في محاولة للاطمئنان عليه، قبل أن يخبرها في آخر اتصال معه يوم الأحد الماضي "أنا مضغوط يا ماما مضغوط"، وهو ما زاد من فاجعتها فور تلقيها لخبر استشهاده ما جعلها تنخرط في نوبة صراخ متواصلة مرددة "ابني مات ابني مات"، متذكرة تلك اللحظة القاسية لتحاول كتم دموعها بصعوبة في صمت شديد، لتعلو بجوارها آيات القرآن الكريم "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".

والدة الشهيد عمرو عبدالمنعم: قبر ابني كان منور.. والإرهاب كسر ظهرنا

قلل حزن الأم  مشهد الجنازة المهيبة لـ"عمرو"، في مسجد الشرطة بالقاهرة الجديدة، واهتمام الدولة الضخم بالشهيد، فضلا عن إخبار نجل شقيقتها أثناء الدفن: "القبر كان منور وفي جمبه طفل فيه"، موجهة رسالة للإرهاب بقولها: "حسبي الله حطمونا وكسروا ظهرنا ويتموا طفلتين زي القمر جودي وجومانا، كانوا مرتبطين بيه أوي وعلاقته بيهم كانت حلوة اوي وأب حنون".

كما قررت الأم تدشين صدقة جارية على روح "عمرو"، وطبع مصاحف باسمه، بجانب جمع متعلقاته في المنزل الذي تربى به منذ صغره، لتكريم ذكرى نجلها "ابن عمري، كفاية دخلته علينا، بس هو راح أجمل مكان دلوقتي، هو عريس الجنة النهارده، ده أتوبيس اللي بتيجي محطته بتنزل"، منددة بالإرهاب الذي مازال يفتك بالأبرياء "خطف ابني ووجعلي قلبي على بناته، أنا مش هعيشلهم ومقهورة عليهم".