رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

رحلة "أم يوسف" للقصاص لابنها.. 3 سنوات "ولسه المشوار طويل"

كتب: دينا عبدالخالق -

03:32 م | الأربعاء 02 سبتمبر 2020

يوسف ووالدته

بعد مرور ما يقرب من 3 أعوام، على مقتله برصاصة طائشة، قضت محكمة النقض، أمس الثلاثاء، بتأييد الحكم الصادر ضد كل من "خالد أبو طالب وطاهر عبد التواب"، بسجنهما لمدة 7 سنوات، لإدانتهما بقتل الطفل يوسف العربي، بالخطأ، في ميدان الحصري بأكتوبر، عام 2017.

بداية الواقعة، كانت في شهر مايو 2017، حيث كان يقام حفل زفاف أعلى سطح عقار بميدان الحصري، وأطلق عدد من المعازيم النيران ابتهاجًا بالعرس، إلا أن رصاصة ضلت طريق الفَرح لتكتب نهاية الطفل يوسف، والذي كان برفقة مجموعة من أصدقائه، ليخضع لعدة عمليات جراحية داخل أحد المستشفيات، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته.

رغم ما حل بها من حزن أصاب الجميع حينها، برزت مروة قناوي، والدة يوسف، التي كان لها دور مميز في الكثير من الدعوات والحملات التي أطلقتها حتى  صدر الحكم على المتهم.

بعد وفاة "يوسف"، نشرت "مروة" عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منشورا تطلب فيه من الجميع حضور عزاء ابنها بارتداء "الملابس البيضاء".

وأضافت مروة، في منشورها، أن "فيه حضن ممكن يتنسي بالوقت، وحضن كل يوم يجدد المدة، النهاردة هنرفع سنارتك يا حبيبي زي ما مرة قلتلي نفسي أكون بطل.. افرح أنت البطل، عزاء يوسف حبيبي النهاردة بعد صلاة العشاء في مسجد عمر مكرم وبتمنى من الحضور ارتداء الأبيض، ابني هيفضل جوة في قلبي صورة بتضحك بالألوان، لسه بيتنفس حرية، حي في عيني لا غاب ولا راح، لله ما أخذ ولله ما أعطي.. وإنا لله وإنا إليه راجعون".

 

مأساة مقتل الطفل يوسف، سلطت الضوء على أزمة إطلاق الأعيرة النارية خلال الاحتفالات، ما دفع مجموعة من الشباب على إنتاج فيلم وثائقي عن حوادث مشابهة، في نهاية عام 2018، ليطلقوا مبادرة "كشكول يوسف"، وصنعوا "كشكول" يحمل على غلافه صورة الطفل وفي ظهر الغلاف أهداف الحملة مدونة، مقابل مبلغ رمزي فقط 50 جنيهًا.

دعمت مروة قناوي الحملة بشدة، لتكتب من جديد عبر "فيس بوك": "من المفترض إني هلف المحافظات كلها بالفيلم وأعرضه للناس وأتكلم معاهم في محاولة إننا نغير العادة دي.. عارفة أد إيه الموضوع هيبان صعب ومستحيل لكن خلونا نقول يا رب ونحاول ونصر على التغيير لعل اللي بنعمله يكون سبب في إنقاذ روح بريئة".

ووجهت الشكر إلى مدرسة ابنها التي كانت منها الانطلاقة وكذلك زملائه، الذين تطوعوا لبيع "الكشكول".

 

لم تتوقف جهود ومبادرات الأم الثكلى عند ذلك الحد، فأطلقت حملة عبر الإنترنت باسم "لا لإطلاق النار في الاحتفالات"، لمنع تكرار أزمة ابنها، والتي سرعان ما تحولت من الفضاء الإلكتروني لواقع، وقررت مع مجموعة من أصدقاء يوسف أن يدشنوا صدقة جارية له، من خلال حملة توعية بمخاطر إطلاق النار في الأفراح بين القرى والنجوع التي تنتشر فيها هذه الظاهرة، بجانب إقامة ورشة لتعليم الأطفال عن مسؤولية كل منهم عن حياة الآخرين حوله، وتدريبهم على قرع الطبول كتعبير عن الفرح دون أذى الآخرين، فضلا عن ورش حكي ورسم للأطفال لتغيير عاداتهم السيئة.

 

في 13 مايو 2018، جرى الحكم على المتهمين بالسجن لسبعة أعوام، سنتان لقتل يوسف وخمسة لحيازة السلاح، حيث خضع متهمان اثنان لتنفيذ الحكم فيما كان هرب اثنان، لتخرج الأم من جديد، في مايو 2019، مطالبة بالقبض عليهما وتخوص معركة الأمعاء الخاوية، لتضعف قواها تماما حتى توقفت عن العمل ولازمت الفراش وجرى نقلها إلى المستشفى.

خلال ذلك، نفت مروة الشائعات المتداولة حينها حول محاولات انتحارها، وكتبت على صفحتها الشخصية: "الإضراب عن الطعام هي وسيلة سلمية للاعتراض على شيء أو للمطالبة بشيء مشروع، وإيماني بوجود ربنا هو اللي مقويني، ورضايا أنه يوسف بخير هو اللي مطمني، المطالبة بالعدل مش للي راح إنما للي لسه هيروح، التوعية مش كفاية علشان العادة دي تنتهي، فلازم يكون في عقاب رادع يخوف الناس من ارتكاب جريمة زي دي تاني، ويطلق عليها بكل بساطة قتل خطأ والناس تكمل حياتها عادي".

 

"رحلة ألم مليانة أمل".. هو الوصف الذي أطلقته مروة على رحلتها، للقصاص من قتلة ابنها، حيث قضت محكمة الجنايات، في 13 نوفمبر الماضي، بالسجن 5 سنوات على اثنين من المشاركين في واقعة قتل يوسف، وحينها قالت خلال حوارها ببرنامج "حديث المساء"، عبر شاشة "mbc مصر": "معنديش رغبة في إن حد يتوفى بسبب يوسف، أنا عاوزاه يكون سبب في حياة ناس تانية، مش وفاة حد، كنت عاوزة جزاء، والعقوبة تنفذ لآخرها، وده مرضي بالنسبة لي".

 

والدة يوسف: هكمل المبادرة.. والحكم نقطة انطلاق وأمان

رغم إسدال الحكم على القضية بقرار محكمة النقض، أمس الثلاثاء، بتأييد الحكم الصادر ضد كل من "خالد أبو طالب وطاهر عبد التواب"، بسجنهما لمدة 7 سنوات، إلا أن والدة الطفل يوسف تنوي استكمال مسيرتها، وتعتبر الحكم هو نقطة الانطلاق، وفقا لحديثها لـ"الوطن"، مضيفة: "دلوقتي اطمنت بعد ما أديت مهمتي في القضية".

وأضافت مروة أنها ستستكمل حملة "لا لإطلاق النار في الاحتفالات" خلال الفترة المقبلة والورش التدريبية للأطفال، حيث ستستند إلى الحكم الذي اقتص من قتلة نجلها لمنع تكرار الواقعة، مؤكدة أهمية العمل التوعوي في هذا الأمر.

كما أنها تمتلك أفكار عدة لحملات توعوية أخرى، على حد قولها، تتمنى تنفيذها بعد انتهاء جائحة فيروس كورونا المستجد، وعودة المدارس، لذلك ستهتم بإطلاق بعضها عبر الإنترنت، مشيرة إلى أنها تأمل أن يتغير بعض أحكام قنون القتل الخطأ وتغليظ عقوبته لتتعدى الـ10 سنوات، كونها "أتمنى اللي حصل يعلم الناس درس وميتكررش تاني".