رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ثمرة حب سالي وعبده روتها الشدائد.. أحبته من أول نظرة وكرسيه المتحرك "حلى الحكاية"

كتب: غادة شعبان -

05:17 م | السبت 18 يوليو 2020

عبده البنا وسالي محمد

توسمت فيه الشخص المثالي الذي طالما حلمت الارتباط به لتكمل حياتها معه، ووجد فيها العون والسند منذ أن وقعت عينه عليها للمرة الأولى داخل كلية التجارة، بمحافظة كفر الشيخ حيث يعيشان.

"سالي وعبده" قصة حب تسمو فوق الماديات، البطل فيها هو الوجدان مجردا من كل المظاهر الخادعة، فعلى الرغم من أن عبده البنا صاحب الـ27 عاما، يعاني من ضمور في العضلات جعله لا يفارق الكرسي المتحرك، إلا أن ذلك ذلك لم يقلل قدر الحب الذي تكنه سالي محمد،  لزوجها وكأن الله أرسله إليها حتى تجد السعادة بجواره، ويكن نصفها الآخر.

من نظرة وابتسامة.. قصة حب سالي وعبده مليئة بالتحدي والأمل

"إعجاب فنظرة فحب فزواج"، هكذا بدأت قصة "عبده" مع "سالي" التي تصغره بثلاثة أعوام، "كان لدينا أصدقاء مشتركين وتطورت الأحاديث التي خلقت قصة حب فاقت الظروف التي أعاني منها، فقد كنت شخصا طبيعيًا حتى أن تطور الأمر في الفرقة الثالثة من الجامعة، ما جعلني ألزم الكرسي المتحرك، وهو الأمر الذي لم يؤثر على علاقتنا بل زادها عمقا"، وفق حديث الشاب عبده البنا، لـ"الوطن".

تبادل الثنائي أطراف الحديث كلُ يروي القصة من ناحيته، وهنا يسرد "عبده" كواليس الزواج، "بدأت معاناتي من طفولتي فكنت أتابع مع طبيب في القاهرة بالإضافة لإجراء عملية جراحية في الخلايا الجزعية، ولكن كانت إرادة الله فوق كل اعتبار، حتى قدر الله أن أصبح جليسا على الكرسي، ولم يكن الأمر ذو عائق لسالي حينما شرحت لها الوضع بل تقبلتني كما أنا ما جعلني أكتسب ثقة أكثر، حتى اتفقنا على الزواج".

عبده: أسرة سالي تقبلت ظروفي

وتابع الزوج، "مهدت سالي الوضع لأسرتها والتي بدورها لم تعارض الأمر، حتى اتفقنا على زيارة بين الأسرتين لتكن وسيلة للتعارف، انتظرت عودة والدها وأشقائها من المملكة العربية السعودية كونهم يعملوا بها، وجنى الحديث ثماره، إذ تقبلتني أسرتي بظروفي، دون التقليل من شأني، وقدمت لي أسرتي سبل الدعم سواء على المستوى المادي والمعنوي، وتمت الخطبة في 7 يوليو عام 2017".

ضم حفل زفاف الثنائي عددا من نجوم الفن وتحاكي عنه أهالي كفر الشيخ، وتقول سالي "تزوجنا في 8 أغسطس 2018، وتفاجئنا من أعداد الحضور، بحضور الفنان محمود الليثي وهدى ورضا البحراوي".

تعتبر الرقصة الأولى أهم ما يميز حفلات الزفاف، حيث يظهر العروسان لأول مرة كزوجين للمدعوين، يراقبونهم بأعينهم وهو الحلم الذي طالما تنتظره كل فتاة، وقد حققته سالي ولكن باختلاف الطريقة المتعارف عليها، إذ حملها عبدة على كرسيه المتحرك وظل يرقص معها وكأنهما في مشهد سينمائي.

سالي: البنات بتعاكسه.. بيحسدوني عليه

منذ أن تزوج سالي وعبده وهما لا يلتفتان لمن حولهما، فقط يستمتعان بلحظاتهما، وبحسب سالي "متعرضناش للتنمر أو المضايقات، كل ما الواحد واثق في نفسه نظرات الناس مش هتفرق معاه، عمرنا ما قابلنا حد وبصلنا بنظرة مش كويسة، بنروح في أي مكان وبنسافر وبنلف الدنيا مع بعض، وربنا رزقنا بكارما، البنات بتعاكسه واحنا ماشيين وبيحسدوني عليه".

كلنا معرضين للظروف دي.. وعبده مفيش حاجة مبيقدرش يعملها

"إحنا شفنا الحب اكتمال روح مش اكتمال جسد وشكل ومظاهر، الحب أرقى من إننا نرفض إنسان عشان ظروفه الصحية أو حتى المادية، عبده مفيش حاجة مبيقدرش يعملها"، تقول سالي.

ترى الفتاة العشرينية أن الثقة بالنفس أهم سمة تجعل الإنسان يعيش حياته دون أن يكترث بوجهات نظر الآخرين، "الناس لازم يكون إيمانهم قوي إحنا كلنا معرضين للظروف دي، الإنسان يقدر يهيئ نفسه لأي حاجة، ومن هذا المنطلق أشارك قصتنا وصورنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصةً المجموعة المخصصة والتي تعقد المسابقات للسفر إلى دهب" Travel Secrets Club"، كنوع من التسلية ومحاولة تغيير نظرة البعض في علاقات الزواج".

لم تتوقع سالي التفاعل مع قصتها لهذه الدرجة، إذ وصل عدد تسجيلات الإعجاب ما يقرب من مائة ألف، وأكثر من 15 ألف تعليق إيجابي، وتخطت عدد المشاركات 500 ألف مشاركة، "نزلنا صورنا كنوع من التسلية والمشاركة في هاشتاج أشيك صورة في سفرية، بما إننا سافرنا أماكن كتير، وتفاجأت من التفاعل وكل الناس بتدعيلنا".

"الإعاقة في الفكر مش في الجسد"

البعض استمد القوة من قصة "سالي وعبده"، إذ تواصلت بعض الفتيات ممن يعانون من الضمور في العضلات مع "سالي" بعدما تملك الإحباط والاكتئاب منهم، "الناس غيرت فكرهم ونظرتهم للموضوع بإيجابية"، يقولها "عبده".

واختتم الزوج حديثه، قائلًا "نفسي أكون مشهور على السوشيال ميديا، الرضا والثقة بالنفس في تحقيق المستحيل أهم حاجة، مفيش حاجة اسمها إعاقة.. الإعاقة عقل وتفكير مش جسد، أهم حاجة تختار الإنسانة اللي تراعي ربنا فيك، خد الخطوة اللي واثق إنك قدها وتحسسها أنها ملكة ومفيش حاجة نقصاها، أنت قد المستحيل".