قبل عامين، كانت هبة أحمد تستعد للاحتفال بـ"الفن داي"، مع زملائها بالكلية التي التحقت بها، يوم تسترجع فيه ذكريات سنوات مرت كلحظات سريعة، لكن النهاية لم تأتي كما تمنت الفتاة العشرينية، التي تعرضت لحادث أفقدها القدرة على السير، وألزمها الجلوس على كرسي متحرك.

في مدينة السويس، وتحديدًا في نادي الأنابيب، المكان المتفق عليه لإقامة حفل "الفن داي"، لكلية علوم الثروة السمكية، إذ تدرس "هبة"، التي ذهبت برفقة زملائها، تجمع الطلاب وبدأ الاحتفال بمظاهر مختلفة، من إذاعة الأغاني والتقاط الصور التذكارية.

وبجانب إحدى المراكب النيلية الواقفة، قرر طلاب الدفعة التقاط الصور بجانبها، بدأ الطلاب يوزعون أنفسهم بحسب كل قسم، حتى أتى الدور على قسم الفتاة العشرينية، الذي بدأ يصعد واحد تلو الآخر، لكن ثواني معدودة، ووقع الحادث، إذ انقلب المركب وتعالت صرخات الطلاب الذين سقطوا جميعهم. 

إصابات بسيطة لاحقت بالطلاب، فيما عدا "هبة" التي كانت الأكثر تضررًا، إذ تعرضت لتهتك في الحبل الشوكي وكسر في الفقرة الـ11 بالعمود الفقري، إصابة كبرى استدعت جلوسها على الكرسي المتحرك.

أسرع الجميع في إنقاذها وتم تحويلها إلى مستشفيات بالقاهرة، حتى انتهى الأمر بالتزام بالعلاج الطبيعي مع الجلوس على الكرسي المتحرك: "كله بيقول دي حاجة بتاعة ربنا.. مش مؤكدين أني هرجع أمشي تاني على رجلي"، بحسب حديثها لـ"هن".

حاولت "هبة"، التأقلم بشكل سريع مع وضعها الجديد، فانتقلت مع أسرتها للعيش في عمارة سكانية أخرى، ملحقة بمصعد كهربائي، كما أنها اضطرت لتأجيل الباقي من أداء امتحاناتها للعام التالي: "أجلت الامتحانات.. كنت مستوعبة الأمر وربنا نزل عليا صبر".

لم تتوقف الفتاة العشرينية عند تخرجها، لذلك قررت العمل والتحقت بالفعل في الهيئة العامة لمواني البحر الأحمر، لتعمل أخصائية حماية البيئة، لتعيش حياتها بشكل طبيعي لم تختلف فيه عن باقي أقرانها: "بشتغل عادي وأنا على الكرسي المتحرك.. بقيت متقبلة الأمر وراضية بقضاء ربنا".

ورغم محاولة "هبة" في التأقلم مع حياتها الجديدة دون الشعور بأي اختلاف، فهي لازالت تسير في إجراءات التقاضي ضد المسئولين بالنادي: "محدش حذرنا من طلوع المركب وشافونا وإحنا طالعين.. ماشية في القضية وان شاء الله ربنا يظهر الحق".

وعبر هاشتاج "العين صابتني" على جروب "Travel Secrets Club" شاركت "هبة" بنشر قصتها وسط تفاعل الكثير من الأصدقاء والأعضاء معها.