رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الطفلة فؤادة تروي ذكريات "شيء من الخوف": محمود مرسي مرعب

كتب: آية المليجى -

05:47 ص | الأحد 28 يونيو 2020

الطفلة عزة فؤاد

تجلس بصحبة أحفادها تسترجع معهم ذكريات زمن فات، يتباهون بها عند رؤيتهم للطفلة التي خطفت قلب "عتريس"، ويظهرون تأثرهم حينما يرون "سيدة" الصغيرة على قسوة باتت تتلقاها، يلتفون حولها للاستماع لحواديت الجدة عزة فؤاد، حينما أبرزت موهبتها الفنية في طفولتها.

البداية كانت من عام 1963، حينما كانت "عزة" في عامها الخامس، تلعب مع باقي قريناتها وتحاكي رقصات شاهدتها في فرح صديقة والدتها، الذي عقد في قصر عابدين، اتجهت الأنظار إليها، وتم ترشيحها في الانضمام إلى فريق الأطفال مع "ماما سميحة"، فوقتها كان للبرنامج جمهور كبير من الصغار يستمعون لقصص تربوا على قيمها.

فمن هنا جاءت فرصة دخول "عزة" إلى عالم التلفزيون والسينما، حينما سعى المخرج حسين كمال، في البحث عن فتاة تشبه ملامح الفنانة شادية في صغرها، لتمثل دور "فؤادة" في فيلمه الجديد "شيء من الخوف"، اهتدى بحثه إلى الصغيرة التي كانت أتمت عامها الثامن.

عالم جديد مختلف عما رأته الطفلة "عزة" في "ماما سميحة"، أشعل الخوف بداخلها، فأولى المشاهد التي تدربت عليها، هو اشتراكها في إطفاء الحريق، أظهرت ارتباكها، فأثارت عصبية المخرج حسين كمال: "كان بيتنرفز عليا جدًا عشان كنت ببقى خايفة".

مشاهد تلو الأخرى واندمجت "عزة" في تجسيد مشاهدها، لكن بقى الخوف من المخرج حسين كمال والفنان محمود مرسي، الذي أتقن دور الجد والحفيد، باقِ لم يزل، تدخل وقتها المنتج صلاح ذو الفقار في تهدئة خوفها: "لما كان حسين كمال يتعصب عليا أوي.. كان صلاح ذو الفقار يهديه ويقوله براحة عليها دي صغيرة".

على مدار أسبوعين متواصلين، تستقل "عزة" يوميًا الأتوبيس الخاص بفريق العمل، يصطحبهم إلى مكان التصوير الذي جاء في إحدى القرى الصغيرة في محافظة القليوبية، تلتقي وقتها بالفنانة شادية، تدور بينهما أحاديث بسيطة تطمئن بها على صحتها وتناولها للفطور: "كانت لطيفة جدًا.. وكل ما تشوفني تسلم عليا بلطف وتسألني أكلتي وفطرتي ولا لسة".

لم تجتمع "عزة" في مشاهد مع الفنانة شادية، لكنها أيضًا تبدي بعض ملحوظاتها في شكل اللبس النهائي لها: "كانت بتحب تطلع الحاجة مظبوطة.. فكانت ممكن تيجي تطمن على هندمة اللبس وشكله".

ذكريات الفيلم ما زالت تتذكر بعضها "عزة"، خاصة مشاهد جمعتها بالفنان محمود مرسي، حينما مثل دور الجد: "كنت بخاف منه جدًا.. خاصة لما بيعمل مكياج الجد الكبير"، الخوف الذي سيطر على الطفلة جعلها تتعثر في حفظ أحد المشاهد واستبدل الكلام بالموسيقى التصويرية: "كنت بقف قدامه أنسى الكلام وأتلخبط.. وعشان كدا في مشهد اتصور موسيقى بس".

انتهت "عزة" من فيلم "شيء من الخوف"، تقاضت من خلاله أجر 40 جنيها، لتجسد دور الطفلة "سيدة" في فيلم "نحن لا نزرع الشوك"، من الأفلام الباقية في ذهن الجمهور مرتبطين بشخصية الصغيرة التي تلقت المعاملة القاسية، لكن جاءت مشاهد "عزة" محدودة: "الفيلم يمكن متعبنيش أوي لأن معظم المشاهد كانت في تتر الفيلم في البداية".

لم تتوقف الأعمال التي شاركت فيها "عزة" عند ذلك، ربما ارتبطت أكثر بالطفلة "فؤادة"، لكنها شاركت في الكثير من الأعمال الفنية لتبرز موهبتها: "يمكن فؤادة مرتبطة بيها أكتر.. عشان الفيلم كله مؤثر.. وأنا شاركت بعد كدا في أعمال كتير منها 5 شارع الحبايب.. وثلاثية الرحيل ومسلسل كاتب وقصة.. وغيرهم".

وفي العام 1980 جاء اعتزال "عزة" عن التمثيل، فكان آخر أفلامها هو "أقوى من الأيام" مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، جسدت وقتها دور شقيقته، ارتبطت بذكريات كثيرة مع الفنان الراحل: "كان دمه خفيف جدًا ونكته حاضرة دايمًا.. كنا دايمًا نفطر كلنا مع بعض وبيهزر معانا".

بلغت "عزة" عامها الـ18 وقررت الاعتزال والتركيز أكثر في دراستها، لتقرر الاعتذار عن فيلم "العذراء والشعر الأبيض" فبعدما تم ترشيحها وقرأت السيناريو، قررت الاعتذار: "مقدرتش أكمل.. وجابوا بعد كدا الفنانة شريهان مكاني".

اتجهت "عزة" بعد ذلك لدراستها وحياتها الأسرية، تزوجت والتحقت بالعمل في إحدى شركات البترول، حتى تقاعدت عن العمل في العام الماضي، تستمتع بوقتها بصحبة أحفادها، الذين باتوا يعرضون أمامها موهبتهم في التمثيل: "عندي حفيدتي فريدة.. دي وارثة التمثيل مني.. في الحضور والكلام وتفضل تقلدني.. وأنا مبسوطة معاهم".