"من يوم التكريم وتوزيع الشهادات ولا شفناهم تاني ولا حتى سؤال"، هذا ما قالته نور الهدى أمين، الأولى على مستوى جمهورية مصر العربية فى الثانوية العامة عام 1994 بمجموع 94٫5%، الشعبة الأدبية.

المذاكرة باجتهاد شديد للحصول على أعلى الدرجات حتى يتاح لها العمل في مجال الترجمة قسم اللغة الإنجليزية، كان الهدف الذي لازم "نور الهدى" طوال الثانوية العامة، بحسب حديثها لـ"الوطن".

وبعد عام كامل من السهر والمذاكرة حصلت "نور الهدى" على المركز الأول في الشعبة الأدبية بالثانوية العامة، ليقتصر دور وزارة التربية والتعليم على إقامة حفل تكريم أوائل الجمهورية.

تذكرت "نور الهدى" الوعود التي تلقاها الأوائل حينها من الوزارة بإنشاء رابطة لأوائل الثانوية العامة كل عام "علشان نتعرف على بعض ويساعدونا في فرص العمل وخلافه".

التحقت "نور الهدى" بكلية الألسن قسم لغة إنجليزية، وحاولت العمل بعد ذلك في مجال الترجمة بمبنى الإذاعة والتليفزيون، واجتازت كل الامتحانات التي تؤهلها للعمل، لكن وقفت "الواسطة" لتصبح الحائل للعمل في ذلك المكان.

اتجهت "نور الهدى" بعد ذلك في مجال التدريس وعملت كمعلمة لغة إنجليزية "هيا دي المهنة اللي قدرت اشتغل فيها دون رشوة، وحبيتها بعد كدة، علشان لما بتعب فيها بلاقي مقابل"، لتسقي تلاميذها مزيدًا من الحافز حينما يعرفون أنها كانت من أوائل الثانوية العامة.

التفوق والنجاح كان سمة منزل "نور الهدى"، حيث حصلت شقيقاتها الثلاث على 98% حينما كنّ في الثانوية العامة، والتحقت إحداهنّ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وحاولت كثيرًا الحصول على فرصة فى الخارجية والبنوك، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.

أما عن شقيقتها الثانية فالتحقت بكلية الإعلام، وحاولت كثيرًا العمل بالصحف والمجلات، لكنها لم تحصل سوى على فترة التدريب فقط، ومن ضمن 4 أشقاء استطاعت فتاة واحدة منهم العمل في مجالها بعدما تخرجت في كلية الطب دون اللجوء إلى رشوة أو واسطة.