رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بعد رفض أولادها استلام جثمانها.. "شيرين" تحكي تفاصيل تغسيل أول حالة وفاة بالعزل

كتب: آية أشرف -

11:35 ص | الجمعة 05 يونيو 2020

الدكتورة شيرين

داخل مستشفى النجيلة للعزل بمطروح تقف الدكتورة شيرين عبد الفتاح إسماعيل، ‬ استشاري التخدير والعناية صاحبة الـ57 عاما، يدًا بيد مع الطاقم الطبي لمساعدة مرضى كورونا، ومحاولة الحفاظ على صحتهم وإنقاذ أرواحهم قبل أن ينالها الفيروس الجائح.

وربما لم يتوقف دورها عند هذا التفاني العملي والطبي، فهي طبيبة بدرجة إنسانة، حتى باتت تغسل الموتى داخل المستشفى من المصابين.

ربما واقعة جحود أبناء أول سيدة متوفاة بالمستشفى منذ اشتعال الأزمة ورفض ذويها استلام جثمانها كان دافع الطبيبة لتغسيلها: "صعبت عليا ازاي تقابل ربنا من غير ما تتغسل، هي كانت مصابة لكن مماتتش بالكورونا واتخانقت مع أولادها قبل الوفاة مباشرة".

تسرد الطبيبة: "المشكلة دايما من بداية الفيروس كانت في تغسيل وتكفين السيدات فتطوعت أن أقوم بالعملية دي لأنها جزء من واجبي نحو المريضة، ولما ماتت أول حالة عندنا الكل رفضوا لأنه أول مرة غير الخوف من العدوى، لكن أنا لم أتردد ونزلت فورا، مع إني كنت لسه عاملة تثبيت فقرات العمود الفقرى بـ10 مسامير".

وتتابع: "الباقي وقف عند التلاجات يساعدني، واتطوعت ممرضتين وفعلا غسلناها لأن أهلها رفضوا استلامها، وعزلت نفسي بعدها يومين وعملت المسحة ومكانش فيه حاجة".

واستطردت لـ"هن": "بعد كدة اتوفت حالة تانية وهنا قمت بتغسيلها بس مش لوحدي كان معايا ممرضات ومشرفة الدور واتعهدت بالموضوع ده".

ربما لم تسلم الطبيبة رغم إجراءاتها الاحترازية من الفيروس الذي نال منها أيضاً، قائلة: "مرة ورا مرة حسيت بالتعب واكتشفت اني أصيبت بكورونا، على الفور المستشفى وفرتلي كل السُبل وقعدت في الحجر 20 يوم، وما زلت في فترة الراحة".

تتذكر الطبيبة لحظاتها الأولى في المستشفى التي شهدت أهم مراحل عملها قائلة: "أنا أصلا منتدبة من مستشفى أحمد ماهر التعليمي، وأنا اللي طلبت نقلي لأن كنت حابة أخدم أهل مطروح من أربع سنين".

وتابعت: "حضرت افتتاح مستشفى النجيلة مع وزير الصحة وقتها، ومحافظ مطروح، ولما اتحولت للعزل كنت من ضمن الفريق الطبي الأول".

رحلة "شيرين" لم تكن سهلة للانتقال لمطروح، خاصة بعدما توفى زوجها، قائلة:"بعت كل دهبى واشتريت قطعة ارض زراعية وبنيت بيت على قدي أنا وأولادي".

متابعة:"ساعدت في بناء جامع جميل جدا على طريق إسكندريه مطروح، ومكتبة في مرحلة الإنشاء علشان الشباب الصغير نحببه في العلم والقراءة، وناوية في وقت فراغى اتطوع واقرأ مع الشباب الصغير من البدو عشان اساعدهم على قد ما أقدر".