كتب: آية أشرف -
09:27 م | الجمعة 17 أبريل 2020
ربما خبر زواج شادي أبو اليوسف، أرمل ضحية فيروس كورونا المستجد الشهيرة، فاطمة الحطاب، لم يمر مرور الكرام على المنصات النسوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليس فقط السيدات رافضات مبدأ التعدد، والمدافعات على فطرة ذويهن وهي "الغيرة"، ولكن أيضا السيدات اللاتي ينادين بالتعدد ويبدين موافقتهن.
فعلى الرغم من تبرأة "أبو اليوسف" نفسه من تلك الانتقادات التي طالته، خلال حديثه لـ"هن"، مؤكدا أن زوجاته كُنّ كالرفاق، وعلى علم بأمر زواجه، إلا أن منصات "السوشيال ميديا" لم ترحمه.
وبدأت الحسابات النسائية على منصات التواصل الاجتماعي، تطرح تساؤل حول حق الزوجة في العلم بزواج زوجها من أخرى من عدمه، وهل يتوافق مع الدين والشرع أم لا؟
أكد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من قبل خلال بث مباشر، عبر الصفحة الرسمية للدار، أن تعمد الزوج إخفاء زواجه عن زوجته الأولى، لا يفسد الزيجة، وتعد جائزة، ولكنه أمر خاطئ".
وقال: "علم الزوجة الأولى بالزواج الثاني ليس من شروط الزواج ولا أركانه".
وأوضح "شلبي" أن عدم إخبار الزوجة الأولى يعد فعل خاطئ لأنه أهدر حق من حقوقها حيث أنه لو تضررت الزوجة من زواجه الثاني فلها القرار ألا تستمر معه.
قائلا: "بإخفائه لزواجه الثاني ضيع هذا الحق، لأنه قطعا سيقصر معها في حقوقها تجاهه كأن يتغيب عن المنزل لأيام ويبيت لدى زوجته الأخرى وما إلى ذلك".
وأكدت "دار الإفتاء" من قبل، عبر موقعها الرسمي الإلكتروني، أن تعدُّد الزوجات كان شائعا بين العرب قبل الإسلام، وكذلك بين اليهود والفرس، ولا يزال اليهود يبيحونه إلى يومنا هذا، وكان هذا التعدد غير محدود بعدد، والظلم فيه شائعا، حتى جاء الإسلام بالحد منه، ولم يأتِ بالتعدد ابتداءً كما يظن بعض الناس.
وتابعت خلال فتواها التي حملت رقم،" 2621"، أن غيلان بن سلمة الثقفي رضي الله عنه أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا" أخرجه أحمد. فتعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية ليس مقصودا لذاته وليس هو الأصل، وإنما هو مباح بشروطه المسطورة في كتب الفقه.
كان الدكتور شوقي عبد اللطيف نائب وزير الأوقاف الأسبق، أكد أن الأصل في الإسلام الاكتفاء بزوجة واحدة، ولكن يُباح تعدد الزوجات وفق شروط معينة حددتها الشريعة الإسلامية.
وأوضح عبد اللطيف، في تصريح سابق لـ "هن"، شروط تعدد الزوجات في الإسلام، وتشمل مرض الزوجة بشكل يؤثر على أدائها لواجباتها الزوجية من الناحيتين الاجتماعية والجنسية، أو عدم قدرتها على الإنجاب بشهادة الأطباء، أو إذا كانت الزوجة "ناشزًا" أو مترفعة على زوجها وتجلب له الإزعاج.
