رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ابنة ممرض شهيد كورونا: حلمت بإصابته ونطق الشهادة قبل وفاته بيوم

كتب: غادة شعبان -

08:32 ص | الأحد 24 مايو 2020

الممرض السيد محمد المحسناوي شهيد كورونا

ضحى بروحه فداءً لوطنه، لم يتهاون ولم يقصر في عمله رغم احتمالية إصابته بالفيروس اللعين، الذي راح ضحيته الملايين، لم يكن ممرضًا في مستشفى يقوم بتأدية مهامه وحسب، بل وقف كالجندي الذي يحارب في أرض المعركة ممسكًا بسلاحه حتى يطرد العدو، وهو ما قام به الممرض السيد محمد المحسناوي، الذي كان بشهادة الكثيرين مثالًا للتفاني في العمل والإخلاص حتى لحظاته الأخيرة وهو يدافع بقوة من أجل سلامة المرضى.

انتقل الممرض المحسناوي، قبل 3 سنوات من مستشفى الصدر في المحلة، للعمل في مستشفى النجيلة بمطروح، وروت ابنتة هبة، خلال حديثها لـ"هُن"، اللحظات الأخيرة لوالدها مرورًا باكتشافه للمرض وقضائه فترة العزل والحجر الصحي، حتى وفاته ودفنه، ثم تلقيهم هدايا وبرقيات عزاء وتهنئة من الرئيس عبدالفتاح السيسي.

"طلب والدي الانتداب لمستشفى النجيلة، منذ بداية افتتاحه فكان من الفريق الأساسي الذي أسسه، حتى وفاته"، بهذة العبارة بدأت ابنة شهيد كورونا حديثها، قائلةً "كان يأخذ إجازاته كل 15 يوما، إلى أن أُصيب بالفيروس وكان آخر لقاء بيننا وبينه في 28 فبراير الماضي، وظل قائمًا بمستشفى النجيلة، إلى أن ساءت الأمور، وتزايدت أعداد المصابين والمتوفين، حتى أُصيب هو الآخر وجزء من الفريق الطبي، كان لديه مقولة إذا تخاذل الطاقم الطبي من أطباء وتمريض عن أداء واجبهم من سيتولى علاج المرضى".

هبة: حلمت بإصابته بالفيروس قبلها بفترة

تعلقت هبة بوالدها كثيرًا حتى وصل بها الأمر لرؤيتها إصابته بالفيروس أكثر من مرة في منامها، "حلمت بوالدي إنه جاله كورونا وقبل ما يتعب، وقولت لوالدتي إنه هيُصاب وعرفت قبل أي حد وفضلت متكتمة على الخبر حتى على أشقائي".

نطق الشهادة قبل وفاته بيوم وتم حرق جميع ملابسه للآمان

استعادت الابنة اللحظات الأخيرة لوالدها الراحل وكأنها حدثت قبل ساعات، "والدي قبل وفاته اتصل بإخواته وهو على جهاز التنفس، ونطق التشهد قبل وفاته بيوم، وتوفي في منتصف الليل قبل الفجر بدقائق، ثالث يوم رمضان، وتم غسله في مطروح، ودُفن صباح اليوم الثاني دون أن يدخل البيت، وتم حرق جميع ملابسه للأمان".

كان الممرض على علاقة قوية بوزيرة الصحة، إذ كانت تحرص على اللقاء به فور قدومها للمستشفى، "كانت تتحدث لوالدي كثيرًا كأنهم أصدقاء وجمعت بينهم العديد من الصور الفوتوجرافية والذي كان يظل بجانبها بها، وعقب وفاته تواصل معنا العديد من المسؤولين، إذ تفاجئنا بتوصية شديدة منها".

الوصية الأخيرة لشهيد كورونا

وعن الوصايا التي كان يحرص الشهيد على توصية ابنته بها قالت هبة، "كان دائمًا يوصيني بالالتزام في الصلاة إلى جانب حلمه أن أصبح معيدة داخل الكلية، خلال الأيام الأخيرة كان التواصل معه محدودًا كونه لم يكن يعلم بأنني أعلم حقيقة إصابته بالفيروس، وشقيقي علم بالإصابة قبل وفاته بـ3 أيام، كان يحرص أن يظهر بأن حالته الصحية جيدة حتى لا نقلق عليه، إلى أن تم وضعه على أجهزة التنفس الصناعي، وكان يردد دي النهاية".

الرئيس السيسي يرسل باقة ورد ورسالة تهنئة بعيد الفطر لأسرة الممرض

تجلت المواقف الإنسانية للرئيس عبدالفتاح السيسي، إذ أرسل برقية عزاء لأسرة الشهيد، تقديرًا لمجهوداتها وتفانيه في عمله في مساعدة ضحايا كورونا، إلى جانب تهنئتهم بحلول عيد الفطر المبارك، "تفاجئنا برسالة برقية عزاء وأخرى تهنئة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، مرسلة مع وكيل وزارة الصحة، صباح اليوم".

"هدايا تذكارية وباقات ورد ورسائل توصية"، لافتات إنسانية من الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأسرة الشهيد، والتي ربما أنارت قلبهم وأعادت لهم الطمأنينة من جديد، "الرئيس قام بإرسال خطابات إلينا وباقات من الورود، هو الأمر الذي أسعدنا فاعتقدت أن والدي ما زال حيا يرزق، وكانت لافتة منه تقديرًا لمجهودات والدي الذي ضحى بذاته، مشيرة كونه يستحق المزيد من العطاء، مشددًا على التواصل معه فور احتياجنا لأمر ما".

ودون الرئيس خلال معايدة لأسرة الشهيد، قائلًا، "مع أطيب التمنيات بحلول عيد الفطر المبارك، كل عام وأنتم بخير".

وأوضحت ابنة الشهيد، "سأظل مفتخرة بهذه الهدايا التذكارية طيلة حياتي، فكرة أن يتذكرنا الرئيس وقدرنا هى في حد ذاتها شيء يستحق الثناء والشكر، التقدير في حد ذاته شيء عظيم".

وتابعت هبة، "والدي أول ما أصبح الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيسًا للبلاد، وضع صورته على هاتفه المحمول بجانب الأسد خلفية للشاشة، اعتزازًا وفخرًا به".

إطلاق اسم شهيد كورونا على مكتب صحة ثان بالمحلة الكبرى

وكان أطلق الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، اسم الممرض محمد المحسناوي والذي توفى إثر إصابته بفيروس كورونا خلال أداء عمله بمستشفى النجيلة، على مكتب صحة ثان بالمحلة الكبرى، وقالت هبة، "أنا ابنة البطل والشهيد، حاسة ان روحه حواليا وموجود معايا وبيطمني، لسه مستنياه كإن اللي حصل مجرد حلم، واطلاق اسمه على مكتب الصحة يمثل لنا الفخر والعزة فوالدي ممن حاربوا حتى لحظاته الأخيرة".