يقف مع صغيره متلهفا للقاء زوجته التي لم يرها منذ 69 يوما ولكن قضبان الحجر الصحي كانت حائلا بينهم، صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لزوج وابنه الصغير يليتقيان الأم التي تعمل مدير مستشفى العجمي المخصصة للحجر الصحي، ولا تستطيع لقاء زوجها وأولادها لظروف عملها الذي يحتم عليها الابتعاد بقدر الإمكان عن الآخرين خشية إصابتهم بالعدوى.

"زوجتي بتوحشني وبتصعب عليا أي وقت بكلمها فيه بتكون صاحية مش بتدوق طعم النوم"، هكذا يتحدث المهندس عبد المنصف أحمد زوج الطبيبة ميرفت السيد، مدير مستشفي العجمي العام للحجر الصحي غرب الإسكندرية، وصاحب صورة لقاء زوجته خلف سور الحجر الصحي، بحسب حديثه لـ "الوطن".

بعد فترة طويلة من الانقطاع، أصبح عبد المنصف يستطيع رؤية زوجته خلف سور المستشفى ويتمكن من سماع صوتها بدلاً من الحديث عبر الهاتف المحمول، يتواجد مع أطفاله الصغار ويتولى المسؤولية كاملة بعد ذهابها إلى الحجر الصحي، يحاول دعم زوجته من خلال الهدايا لتتحمل فراقهم والجهد الشاق الذي تبذله في المحنة التي تمر بها مصر.

منذ بداية قرار تكليف الزوجة وتحويل مستشفى العجمي العام إلى الحجر الصحي، باتت الأسرة الصغيرة مسلمة بدور الأم حيال بلدها وبدأت تعد نفسها على آلام الفراق، "تحدث مع أطفالي وأخبرتهم بما يحدث وأن والدتهم في مهمة وتقبلوا الأمر" يقولها الزوج.

يعكف الطفلان يوميا على متابعة حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، متسائلين عن موعد نهاية الأزمة، "بتناقش علمياً مع أطفالي الصغار كريم في 2 إبتدائي وعمرو 4 ابتدائي حول تطورات الفيروس".

في أيام شهر رمضان الكريم، يتولى الزوج تحضير وجبة الإفطار لأطفاله الصغار، مستفيدا من سنوات الغربة أثناء عمله التي علمته الطبخ حينما كان شاباً ويعمل بعيدًا عن أسرته خارج الإسكندرية، بينما تتحمل حماته وشقيقته كثيرًا من المسؤولية في ظل عدم وجود الزوجة.

يحتاج إلى زوجته دائماً ولكن لا يبوح بهذا الأمر معها لعدم مضايقتها نفسياً،، خاصة أنها "مثل الجندي في الحرب لا يستطيع ترك المعركة"، فهي مهمة صعبة والبلد تحتاج إليها، "كنا نتحدث عن البعد في الهاتف، في كل مرة أذهب إلى المستشفى أحاول إيجاد طريقة لرؤيتها، وثم بعد مرة طلبت منها الاقتراب اكثر إلى السور حتى أتمكن من رؤيتها، فوجدنا أن هذا المكان هو الأنسب لمقابلتها".

وعن  بوكس هدايا شهر رمضان، أكد أن الفكرة جاءت إليه من أجل إسعادها والتعبير عن حبه لها، بالاضافة إلى فرحة الأطفال الصغار وفرحتها بأطفالها.