رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

زوجان من الجيش الأبيض يرويان ساعات القلق والخوف: محرومين من حضن أطفالنا

كتب: آية المليجى -

02:31 ص | الإثنين 20 أبريل 2020

الزوجان سلمى وأحمد.. من الجيش الأبيض

من المدينة البعيدة وهان الصينية، حيث نشأ فيروس كورونا المستجد، ذاع صيته وحصد آلالاف الأرواح وبسرعة البرق انتشر حول مدن العالم، أبدل حياة الملايين من الاستقرار والأمان للخوف والفزع، وبات على الجميع التزام بيوتهم خوفًا من عدوى قاتلة، المشاعر ذاتها انتقلت إلى منزل سلمى جمال، وتزداد يومًا بعد يوم، فهي وزوجها من الجيش الأبيض، في مهمة حرجة تطلب تواجدهما والانضمام لصفوف محاربة الفيروس اللعين، يستودعان أطفالهما بخوف، يتوسلان لله بأن يحفظ أرواحهم خوفًا على حياة صغار لا يدركن ملامح حياة مفزعة.

من مستشفى الجذام بالخانكة، حيث تعمل الممرضة سلمى جمال، التي أغلقت الأبواب في أوجه الزائرين، وفرضت حالة الطوارئ حفاظًا على مرضى الجذام، فهم الأقل مناعة، بحسب الممرضة العشرينية: "هم معندهمش مناعة ومعظمهم كبار سن.. لو حد اتصاب هيعدي الكل.. ودا خطر جدًا"، بحسب حديثها لـ"هن".

تذهب "سلمى" لعملها 3 مرات أسبوعيًا، طبقًا لتقسيم جدول العمل الجديد، تغادر منزلها وهي مرتدية الكمامة الطبية، وبالمستشفى ترتدي ملابسها الخاصة، تتبع إجراءات الوقاية غسل أيديها بالمطهر، وتبديل الكمامة بأخرى نظيفة فضلًا عن قفاز اليد، ومن ثم التعامل مع المرضى: "بنعمل فرق بين كل مريض والتاني.. لازم المسافة الآمنة.. واللبس دايما بيتغير". 

تتعامل "سلمى" صاحبة الـ25 عامًا، مع مرضى الجذام بحرص شديد، مع الرعاية المستمرة لأي أعراض تثير الاشتباه بـ(كوفيد 19): "معندناش حالات كورونا.. بس طبعًا كان في اشتباه وبنعزلهم عن باقي المرضى"، حالة من الخوف والقلق تدب النفوس مع وقوع كلمة "اشتباه" تأثير نفسي غالبًا ما يصاحب الممرضة العشرينية مع المشتبهين بإصابتهم: "في حالة اتعزلت وكنا خايفين نكلم أهله.. هما في الطبيعي مش بيجوا يزوره فما بالك لو عرف أنه في اشتباه.. مكنوش حتى هيرضوا يكلموه".

إجراءات الوقاية ذاتها يتبعها زوجها، والذي يعمل أيضًا ممرضًا في مستشفى الخانكة المركزي، لكن ربما تشتد الإجراءات أكثر، فهو يتعامل مع حالات الطوارئ التي تتردد على المستشفى ما بين ساعة وأخرى: "طبعًا بيغير جوانتي من حالة للتانية.. لازم مكتبه ودولابه فيهم كلور مخفف.. مكنش بيحب الواقيات الشخصية عشان بتعجزه.. ودلوقتي مبقتش تفارقه".

حالة الخوف والفزع التي يعيشها الزوجان مع تزايد الحالات، يقابلها أيضًا شعور بإنفراجة الأزمة: "إحساس الخوف بيزيد مع الحالات اللي بنسمع عنها.. لكن هنعدي وربنا هيكملها معانا الستر".

تنتهي "سلمى" من عملها، تعمل على تعقيم نفسها جيدًا قبل مغادرة المستشفى، في طريقها للذهاب لمنزلها، لتبدأ مهمة جديدة في وقاية أطفالها، فهي متزوجة من 5 سنوات، ولديها طفلين، أصغرهما لم يتعدى العامين.

وداخل منزل الزوجية، تضع الأم إجراءات صارمة في تطهير منزلها والتعامل مع صغارها، الذين حرمت من تقبيلهم وأحضانهم الدافئة: "خايفة عليهم.. وكمان لازم أطهر البيت عندي بمسح الأسطح والأبواب كل يوم بكلور.. وكمان على ملابس الخروج.. وكمان تهوية الشقة".

تحرص "سلمى" على نظافة صغارها باستمرار، فهي الأم والممرضة في آن واحد: "لازم أغسل إيديهم كل شوية" وتوضيح المشهد لطفلها الأكبر: "بقيت اتكلم معاه عن طبيعة المرض عشان يكون فاهم.. هما ليه مبينزلوش خالص"، تختار الأم العشرينية "البلكونة" مكانها المفضل للجلوس بصحبة أولادها بديلًا عن خروجهم سويًا: "بنقعد في البلكونة وكمان عشان يشوفوا الشمس بدل قلة الخروج".

يوم مليء بتفاصيل ومشاعر مختلطة تعيشها "سلمى" يوميًا، لم تتخيل أن يصل الوضع لما يحدث حاليًا، حالة الطوارئ مفروضة في كل مكان، وعلى الجميع أن يلتزم بالإجراءات الوقائية: "طول الوقت بنشتغل سواء في المستشفى أو البيت وتطهير.. طول الوقت خايفين وعايشين في رعب بس أملنا في ربنا كبير". 

لم تتخيل "سلمى" أن الأطقم الطبية تلقب بـ"الجيش الأبيض" أن تروي تفاصيل يومها، بإحدى المسابقات على جروب "BAD MOMS" وتشترك في إحدى مسابقاته القائمة عن حكايات الجيش الأبيض.