رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكاية أشهر صورة في "مستشفيات العزل": مش خايفين من الموت بفيروس كورونا

كتب: آية المليجى -

08:20 م | الجمعة 17 أبريل 2020

عاملتان النظافة ناهد وسوسن

"ناهد وسوسن".. عاملتا نظافة في مستشفى العجمي للعزل الصحي بالإسكندرية، انتشرت صورتهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لإبراز ما تقدمه الفئات البسيطة المشتركة في مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، فهما ضمن عاملات كثر يعرضن حياتهن للخطر ويحرمن من رؤية ذويهن لمدة طويلة.

مشروع "حكايات داخل الحجر الصحي"

أصل الصورة التي انتشرت بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما حازت إعجابهم، يعود لصفحة "ستوري تيلر" التي أنشئتها نجوى رضا، قبل 6 أشهر، فهي خريجة كلية الإعلام والمهتمة بتوثيق اللقطات الإنسانية ونشرها عبر صفحتها.

وبالتزامن مع أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، أطلقت الفتاة العشرينية، مشروعا جديدا بعنوان "حكايات من دخل الحجر الصحي"، توثق من خلاله اللقطات الإنسانية في مكافحة انتشار فيروس كوورنا المستجد.

تعتبر تفاصيل صورة "ناهد وسوسن" التي تحدثت معهم "نجوى" مختلفة بعض الشيء: "مكنش ينفع أدخل المستشفى طبعا.. فتواصلت مع حد في المستشفى وبعتلي صورتهم، اتكلمت معاهم وعرفت حكاياتهم المؤثرة، ونشرتها واتفاجئت بتداولها الواسع".

وأضافت: "فرحانة إني عرفت أوصل حاجة إنسانية، وزعلت من الصفحات اللي خدت الصورة دون نسبها لمصدرها"، بحسب حديثها لـ"هن".

"ناهد" عاملة النظافة: منظر ضحايا كورونا بيوجع قلبي

تواصلت "هن" أيضًا مع الممرضة "ناهد" لمعرفة حكايتها ودورها الذي تؤديه دون خوف من الإصابة بالفيروس القاتل.

مرتدية زيها الواقي متحصنة به ضد الفيروس، ترتل الأدعية وما حفظته من آيات قرآنية، تستأذن قبل دخول غرف المستشفى التي تقبع بها لمدة تجاوزت الأسبوعين دون رؤية أسرتها، تستبدل مفروشات أسرة المرضى بأخرى نظيفة، تجمعها ذاهبة بها للغرفة التي تمكث بها في الطابق الأخير، إذ تبدأ مهمة عاملة النظافة ناهد، مسؤولة المغسلة.

في مارس الماضي، تحول مستشفى العجمي لأحد مستشفيات العزل الصحي لاستقبال المصابين بفيروس كورونا المستجد، ظلت "ناهد" بالمستشفى، التي تعمل بها منذ عام 1997، لكن الوضع أصبح مختلف عما قبل، لترتفع حالة الطوارئ في المستشفى وتزيد من إجراءات التعقيم، أصبحت البدلة الواقية لا تفارق جسد العاملة الأربعينية.

ظلت الأيام الأولى خالية من المصابين حتى تبدلت الأمور، وارتفع عدد المصابين الذين تستقبلهم المستشفى يوميًا، تقضي مهامها في جمع مفروشات الأسرة وملابس المرضى والطاقم الطبي، تتعامل معهم بحرص شديد، تبدأ مهامها من فرز جميع المتعلقات ومن ثم وضعها في غلاية درجة حرارتها 90، ومن ثم وضعهم في المجفف بدرجة حرارة متساوية مع الغليان.

حرمت "ناهد" من النوم، فعلى مدار الـ24 ساعة لم تغفل فيهم السيدة الأربعينية سوى ساعتين، لتحل محلها زميتلها "سوسن"، وهي أيضا عاملة التنظيف، التي التحقت بالعمل في المستشفى قبل 3 أعوام: " أنا بشتغل طول اليوم ممكن عيني تغفل من 11 بليل لغاية 1 مقدرش أنام أكتر من كدا".

تقع غرفة التنظيف في الطابق الأخير ويقابلها المشرحة، التي توضع فيها ضحايا (كوفيد-19)، وهو أكثر ما يوجع قلب العاملة: "قلبي بيتوجع، مش خايفة لا من الموت ولا من العدوى، بس بتوجع على اللي بيموتوا كل يوم وعلى الحال اللي بقينا فيه".

على مدار أكثر من أسبوعين، حرمت "ناهد" من رؤية أسرتها أيضا، فهي أم لثلاثة أولاد أصغرهم في المرحلة الإعدادية، فكان التليفون هو وسيلتها الوحيدة في الاطمئنان عليهم وإعطائها الإرشادات للوقاية من "كورونا"، لتخرج اليوم، لمقابلتهم بعدما أجرت التحاليل التي جاءت نتيجتها سلبية من (كوفيد- 9): "انهاردة أول يوم أخرج أشوف فيه ولادي عملت التحاليل وطلع معنديش حاجة هقعد معاهم أسبوعين وهرجع تاني أكمل شغلي وإن شاء الله نخلص من الغمة دي".