"اعتبرها بنتك أو أختك.. وادعيلها دعوة من قلبك يمكن تكون سبب في شفائها"، أمنيات وأدعية بالشفاء مرفقة بجانب صور انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لطفلة أثبتت التحاليل إصابتها بفيروس كورونا المستجد، بعدما نقلت الأم التي فارقت الحياة نتيجة الفيروس اللعين، العدوى للأسرة المكلومة المكونة من الأب والطفلة بجانب الأم وجنينها.

من الفيوم، حيث تعيش أسرة الطفلة هناء معوض، ذات الـ13 عامًا، إلى مستشفى ملوى المنيا، التي تحولت للعزل الصحي، حيث تمكث أفراد الأسرة المصابون، الطفلة والأب والجدة وزوجة عمها التي انتقلت إليها العدوى.

البداية كانت من الأم التي حملت الإصابة بالفيروس المميت، فيما لازال مصدر الإصابة مجهولا حتى الآن، بحسب أمنية محمد، وهي ابنة عم الطفلة هناء، التي قالت لـ"هن"، بأن الأم كانت أول أفراد الأسرة التي أصيبت بالفيروس، لتنقل العدوى إلى المخالطين لها.

حيرة أصابت "أمنية"، فزوجة عمها كانت تحركاتها خارج المنزل محدودة، فلم تذهب سوى لزيارة الطبيب، فهي مريضة قلب، لكنها حملت الفيروس، وظهرت عليها الأعراض من ارتفاع درجات الحرارة والسعال وضيق التنفس الشديد.

لم تتمكن الأم التي كانت أجرت عملية "قلب مفتوح"، من مقاومة الفيروس، فضلًا عن أنها كانت تحمل في أحشائها جنينا، فسرعان ما توفت وحرمت العائلة من وداعها والسير في جنازتها.

فتقول "أمنية": "هي كانت مريضة قلب وكانت حامل مقدرتش تقاوم وماتت ربنا يرحمها.. ومعرفناش حتى ندفنها/، المسئولين علموا كل حاجة".

رحلت الأم دون أن تدرك "هناء" صغيرتها النبأ المفزع: "هي متعرفش حاجة لغاية دلوقتي.. كل شوية تقول لباباها هي وحشتني عاوزة أشوفها.. هو بيطمنها وبيقولها معلش".

ورغم رحيل الأم الموجع، لكن الأمل لازال موجودا، فالمصابون الأربعة تتحسن حالتهم تدريجيًا فهم الآن يقضون فترة العزل ويقترب موعد خروجهم: "هم حالتهم اتحسنت وبقوا بخير.. وهيخرجوا قريب بس موت زوجة عمي الخسارة الكبيرة ربنا يرحمها".