رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

من ذبح "فاطمة" لإطلاق النار على "لينا" لحرق "ملاك".. العنف الأسري في زمن كورونا

كتب: هبة وهدان -

02:55 ص | الإثنين 20 أبريل 2020

جنى

يبدو أن جرائم العنف الأسري لم تقل في ظل الحجر المنزلي الذي سببه فيروس كورونا بل أنها زادت وباتت أكثر بشاعة عن ذي قبل، فلا يمر يوم في العالم بدون قصة تدمي لها القلوب ضحيتها زوجة أم أم أو ابنة اللاتي بات المنزل لهن بمثابة الجحيم على عكس الطبيعي في تلك الظروف القاسية أن يكون ملاذًا للأمن والأمان والاحتواء.

وكشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة حول العنف الأسري، ضد الإناث عموما، أن نحو 243 مليون امرأة وفتاة تعرضن لأشكال من العنف الأسري والتحرش الجنسي والإساءة خلال الشهور الاثني عشر الماضية.

وأوضح التقرير أن هذه الأشكال من العنف تضاعفت منذ بداية تفشي فيروس كورونا الجديد، وبدء الدول بتطبيق إجراءات الإغلاق والحجر الصحي المنزلي، خصوصا منذ منتصف شهر مارس الماضي.

ووفقا لتقرير الأمم المتحدة حول العنف الأسري بعد تفشي فيروس كورونا، فقد سجلت زيادة كبيرة هذا النوع من العنف في العديد من الدول.

وتستعرض "هُن" في التقرير التالي أبرز حكايات العنف الأسري في زمن كورونا.

حكاية ملاك الزبيدي

ولعل قصة ملاك هي الأبرز على الساحة حيث أن دمائها لم يبرد بعد فاليوم شيع جثمانها بعد معاناة مع أثار الحروق .

ووسط حشود وقيادات أمنية، شيعت عائلة الشابة العراقية ملاك حيدر الزبيدي، جثمانها إلى مثواه الأخير، بعدما وافتها المنية أمس السبت.

وتداولت العديد من الحسابات المقربة من عائلة الفتاة الراحلة مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للحظة تشييع الجثمان الفتاة، التي أحرقت نفسها نتيجة تعرضها للعنف الأسري.

وتعود بداية الواقعة، إلى الأربعاء الماضي، حيث لم تتحمل الفتاة صاحبة الـ20 عاما، قسوة الحياة التي تعيشها، فقررت إحراق نفسها، محاولة إنهاء مأساتها مع زوجها الذي وقف يشاهدها، وهي تسكب البنزين على جسدها، وعندما هددته بأنها ستشعل النيران، قام بإعطائها "الولاعة"، وذلك إثر خلافات وتعنيف من زوجها، بحسب ما أفادت أمها وأختها في تصريحات صحفية.

وانتشر صباح أمس، على مواقع التواصل خلال الساعات الأولى، فيديو يظهر اللحظات الأخيرة للفتاة التي التهمت النيران جسدها، وهي تتألم من شدة الحروق وإلى جوارها شقيقتها.

ولاحقاً، تبين أن الشابة تعرضت لعنف كبير وقام زوجها بضربها ضربا مبرحا، وحرمها من زيارة منزل أهلها لأكثر من 8 أشهر متواصلة، إلى أن ضاقت بها سبل الحياة، فأقدمت على إحراق نفسها، وحينها وفوقف الزوج مشاهدا النار تلتهم جسد زوجته، مراقبا المشهد، إلى أن تدخل والده وقام بإطفاء الحريق ونقل الفتاة إلى المسشفى.

قضية ملاك، التي باتت قصة رأي عام في العراق، دفعت بعثة الأمم المتحدة في البلاد، إلى التحذير من تنامي العنف الأسري والانتهاكات بحق المرأة والأطفال أيضا.

حكاية فاطمة سعد

فحكاية فاطمة تختلف عن ملاك حيث وحلت على يد ابنها، فلم تأخذه بها يد الرحمة واستطاع أن ينهي حياتها دون أن يرف له جف، فلم يعلم كيف فرحت تلك السيدة بحمله وولادته، فلم تكن تعلم المسكينة أن آخر نفس لها سيكون على يد فلذة كبدها الذي أقدم على ذبحها بسكين.

ففي جريمة أقل ما يقال عنها مروعة، فقد لفظت فاطمة سعد آخر أنفاسها بسكينٍ ذبحها بها ابنها في ولاية ديربون هيتس، قبل أن يهرب تاركاً إياها غارقة بدمها في قبو منزلها، بحسب التحقيقات الأولية التي تجريها الشرطة الأميركية، وفقا للنهار اللبنانية.

وتعود القصة مساء أمس، بعد أن فجعت عائلة لبنانية وتعدى سعد في بنت جبيل بوصول خبر مقتل ابنتها فاطمة، وبحسب ما قاله قريبها ومختار البلدة وحيد سعد: "حتى الآن، أسباب إقدام  على هذه الجريمة النكراء مجهولة، ننتظر التحقيقات التي فتحتها الشرطة الأميركية لكشف كافة الملابسات".

ويستكمل: "لا يمكننا استيعاب كيف لابنٍ أن يقتل والدته وهي التي ربته بدموع العين، سهرت على راحته، فإذ بها تربّي عدواً لها من دون أن تعلم".

وعما إن كان الابن يعاني من مرض انفصام الشخصية كما تردد، أجاب: "لم يصلني من أقربائي في أميركا ذلك".

وعن لحظة الجريمة قال المختار: "في الأمس، كانت فاطمة مع زوجها علي في الطبقة العلوية للمنزل يشاهدان التلفاز حين تلقت اتصالًا من ابنها طلب منها النزول، وعندما مرّ وقت من دون أن تعود أدراجها، بحث عنها زوجها ليعثر عليها جثة غارقة بدمها".

وأضاف: "لا يزال الابن مختفيًا عن الأنظار ننتظر توقيفه والتحقيق معه لنعرف الأسباب الكامنة وراء جريمته".

وذكر المختار واقعة مؤلمة آخرى وهى أنه في ثمانينيات القرن الماضي توجهت فاطمة مع زوجها الى أميركا لبدء حياة جديدة: "فاطمة هي الزوجة الثانية لعلي، فقد سبق أن تزوج من شقيقتها ورزق منها بابنتين، قبل أن تفارق الحياة بقصف إسرائيلي على بنت جبيل، وقد عثر عليها بعد ساعات من موتها وابنتها على صدرها، وفي أميركا رزق علي من فاطمة بولدين، حاول كل ما في وسعه تأمين حياة كريمة لعائلته، إلا أنه صُدم من جديد بمقتل زوجته بأبشع الطرق وعلى يد أقرب الناس".

وأختتم: "في يوليو الماضي زارت فاطمة وزوجها لبنان، أنجزتُ لهما طلب جواز السفر، قبل أن يعودا إلى أميركا على أمل لقاءهما مجدداً، وإذ بنا نفجع برحيلها".

في حين وصفت شرطة ديربون هيتس التي تتولى التحقيق أن الابن شخص مهم في القضية وهو مفقود ويشكل خطراً، وقد تم تحديد جميع المتورطين.

حكاية لينا عرابي وبناتها

وداخل أحد الأحياء الهادئة، استيقظ الأهالى فجر يوم الجمعة الماضية على جريمة قتل بشعة اهتزت لها لبنان عن بكرة أبيها، وذلك بعد أن أقدم شاب على قتل والدته وشقيقته وإصابة أخرى .

ووقعت جريمة قتل مروعة في حي جديتا، الجاني فيها هو الابن الوحيد والبكر لأمه لينا عرابي مواليد 1973 التي قتلت برصاصة في جبهتها، ولحقتها ابنتها مروى سلوم مواليد عام 2004 برصاصة في جبهتها وفي يدها وأذنها جهة اليسار، داخل منزلهما، فيما تصارع شقيقته الأخرى جنى مواليد 2000 في المستشفى من إصابة في الرأس، بعد أن تمكنت من الهرب الى الطريق العام.

من جهتها استطاعت قوات الجيش القبض على الجاني بالقرب من المستشفى الذي نقلت إليه شقيقته جنى.

واعترف الابن بارتكابه الجريمة وقتله لوالدته وشقيقته وأنه كان يريد قتل الأخرى لكنها استطاعت الهروب كما اعترف بمكان رميه أداة الجريمة وهي عبارة عن مسدس من عيار 7 ميللمترات.

ولم يتمكن الأهالي من مساعدة السيدة وابنتيها كون الجاني استخدم مسدس كاتم للصوت، حيث فعل فعلته وخرج للبحث عن شقيقته جنى دون أن يشعر به أحد.