رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بروفايل.. "غادة الشريف" الصحفية صائدة الجوائز التي تنبأت بوفاتها

كتب: روان مسعد -

10:07 م | الإثنين 13 أبريل 2020

الصحفية غادة الشريف

تسرقك عيناها الواسعتان، فيهما يجذبك البحر إلى أعماقه، ملفته بجمالها الهادئ ومبهرة بمهنيتها، كما الزهور التي تقطف وهي متفحتة، جعلت الصحفية غادة الشريف الجميع في حالة صدمة وحزن وإنكار عميق لموتها اليوم.

لا زالت في مقتبل العمر تبحث عن اللطقة والموضوع والمعلومة الصحفية، تجري خلف تحري الحقيقة ونقلها دون زيف، تريد أن تزيد جوائزها فهي لا تعمل وحسب، وإنما تعمل وفق خطتها هي، جعلت كل من في محيطها يتمنى أن ينال حتى جزءا من هذا النجاح.

غادة الشريف، صحفية بدأت مشوارها مع "المصري اليوم"، من الإسكندرية للقاهرة قررت أن تتحدى الصعاب وتكون واحدة من أهل العاصمة، فالتحقت بجامعة القاهرة كلية الإعلام، ومنها للعمل الصحفي، فأصبحت جندي من جنود العمل داخل قسم "الإسلام السياسي".

تنقلت غادة بين الأقسام، ولكنها في نهاية المطاف قررت أن تكون على جانب الشغل الأقرب لقلبها في "قسم المرأة"، تغطي مشاكلهن وتعبأ بالتنمية الذاتية للعنصر النسائي، وكذلك قضايا التمكين وغيرها من الموضوعات الثرية التي تصب جميعها في مصلحة نصف المجتمع.

ومن هذا القسم أصبحت غادة صائدة جوائز، من بينها جائزة سمير قصير عام 2017، كما حصلت على جائزة نقابة الصحفيين عام 2019، كما فازت غادة بجائزة التميز الصحفي، التي أعلن عنها النادي الإعلامي في المركز الثاني، فقد رأت لجنة التحكيم في حيثيات الفوز بالجائزة، أن التحقيق ناقش قضية حساسة ذات طابع إنساني، وبشكل استقصائي، ملتزما بالمعايير المهنية، المتمثلة في الدقة والتوازن والحياد.

رغم ذلك لم تكتف غادة تماما فهو كانت دائمة البحث عن المزيد، تتحدث إلى القريب والبعيد طالبة الدعم والمشورة، تنظر إلى من هم أكبر سنا كقامة، وترغب أن تحظى من الأصغر سنا بالحب والشغف المثالي مهنيا.

ولكن عكس المعتاد تحول حساب غادة على موقع "فيسبوك"، إلى دعوات للمتوفي ولها، وناجت ربها أن تكون هينة وسهلة تلك اللحظة التي تقبض فيها روحها، وكأنها كانت على علم بأنها تقترب، وكأنها تنبأت بوفاتها قبل الموت بأيام.

حلمت غادة بتكملة ما بدأته، وأعلنت مؤخرا نبأ قراءة فتحتها وفي انتظار الخطبة، ولكن كان القدر أسرع إليها، فتوفيت اليوم بعد صراع قصير مع المرض، ليتذكرها الجميع وزملاء مهنتها بالحب والخير، ويصبح تأبينها ألما وحزنا على فراق صحفية مثابرة لم تكتف يوما بما تملكه.