رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بروفايل| ريم بنا.. أثر الفراشة

كتب: إسراء جودة -

01:42 م | السبت 24 مارس 2018

ريم بنا

"هذا الجسد كقميص رثّ.. لا يدوم.. حين أخلعه.. سأهرب خلسة من بين الورد المسجّى في الصندوق.. وأترك الجنازة (وخراريف العزاء) عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام.. وسأجري كغزالة إلى بيتي".. كلمات رسمت بها الفلسطينية ريم بنا حياتها بعد الموت قبل أيام من رحيلهاـ وكأنها تستشعر اقتراب أجلها وتحاول التخفيف من وطأة الموت على توأمها، فهي لم تتوقف يومًا عن محاربة مرضها اللعين طوال 9 أعوام، مرت خلالهم بمراحل ضعف وعودة للصمود الذي لم تتوقف عن إظهاره في كل المِحن.

واجهت الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على بلدها بالغناء، وتمكنت من الانتصار على سرطان الثدي مرتين بذات "السلاح الوحيد" الذي امتلكته، وهو صوتها القادر على التعبير عن الآلام والانتصارات، لتصبح صوتًا للصمود الفلسطيني وملكة للمحاربين.

موهبة صاحبت "بنا" منذ سنوات عمرها الأولى، جعلتها تشترك في العديد من الاحتفالات التي كانت تقيمها مدرستها بمدينة الناصرة التاريخية، وتستكمل دراسة الموسيقى والغناء في المعهد العالي للموسيقى بروسيا، وتتخصص في الغناء الحديث وقيادة مجموعات غنائية.

في أوائل التسعينيات، اختارت "بنا" ظهورها الأول بإحياء مجموعة من أغاني الأطفال الفلسطينية التراثية التي كادت أن تنساها الأذهان، لتطرح العديد من أغاني الأطفال التي قامت بكتابتها وتأليفها بنفسها، وتصنع بها جماهيرية واسعة بين الأطفال، خاصة عندما قامت بتقديمها في مهرجانات للطفولة، مثل مهرجان نوار نيسان، وفرح ومرح، وشتاء أريحا، وأطفال شهداء.

بكلمات مستوحاة من وجدان الشعب الفلسطيني وثقافته، وألحان تناغمت مع تراثه، تمكنت ريم من تحقيق مكانة خاصة في التأليف والغناء بألبوماتها الـ13، لتحمل محبيها خلالهم إلى ما وراء حدود فلسطين ويصل صوتها لجميع أنحاء العالم، بأغاني عبرت عن معاناة الشعب الفلسطيني وهواجسه وأفراحه وآماله.

رحلة طويلة مع المرض بدأتها عام 2009، عندما أصيبت بسرطان الثدي، الذي عاد إليها مرة أخرى بعدما انتصرت عليه سابقًا، ولكنها استمرت في مقاومته بشجاعتها دون يأس أو تخاذل، بل ظلت تخفف من وطأة الموقف على عائلتها ومحبيها وتشد من عزيمتها وعزيمتهم بالكلمات، حتى في رسالتها الأخيرة إليهم، لتنعيها أسرتها اليوم بوصفها أنها "أتمت واجباتها الوطنية والإنسانية نحو شعبها ومظلومي العالم".

الكلمات الدالة