رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"ما تستسهلش" مشروع تخرج طلبة إعلام لمحاربة "الرشوة".. الأزمة في السلبية

كتب: غادة شعبان -

10:44 ص | الأحد 12 أبريل 2020

طلاب كلية الإعلام جامعة MSA

"كُلك نظر، فتح دماغك بدل ما تفضل واقف في الطابور، ده النبي قبل الهدية، كرمش له حاجة في إيده، فين الشاي بتاعي، مش هتراضينا"، عبارات يتداولها الكثير من المصريين داخل المصالح والهيئات بشكل كبير وفي مواقف عديدة، تحت مسمى "الإكرامية" لتيسير المصالح وعدم تعطيلها، وهي تعريفات ملتوية للرشوة.

سلط فريق "ما تستسهلش"، والمكون من 3 طالبات، وشاب، وهم "لما الشاذلي وسلمى بكر وعزة هاني، أيمن رشدي"، في عامهم الأخير من كلية الإعلام، قسم العلاقات العامة والإعلانات، بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والأداب، الضوء على قضية "الرشوة"، من خلال مشروع تخرجهم الجامعي.

"الرشوة، هى متاجرة الموظف العام بأعمال الوظيفة المختص بها، من أجل تحقيق مصلحة ومكاسب خاصة، تتمثل في الكسب غير المشروع من الوظيفة على حساب المصلحة العامة، وهى عبارة عن علاقة أخذ وعطاء تنشأ باتفاق مسبق بين الموظف وصاحب المصلحة، بعيدا عن الرسوم الحكومية المطلوبة والتي تقدم على هيئة هدايا أو خدمات شخصية أو مبلغ مالي"، هكذا بدأت الطالبة لما الشاذلي حديثها، لـ "الوطن"، حول مشروع التخرج.

لم تكن فكرة المشروع وليدة اللحظة، إذ جاءت عقب مواقف حياتية تعرض لها معظم الفريق أو للمحيطين بهم، جعلتهم يقررون إلقاء الضوء على الظاهرة من خلال حملة توعوية موجهة، للقضاء عليها، "كلنا لما بننزل نعمل بطاقة أو نجدد الرخصة، بنتعرض لده، نبقى واقفين في طابور وييجي غيرنا يدفع فلوس ورشاوي علشان يقضي مصلحته، واللي بيعاني منها الطبقة الفقيرة والمعدمة، بهدلة بالأيام وخاصة في مكاتب الصحة".

وتغلب السلبية ممن تقع أنظارهم على هذ المواقف ويقررون عدم التدخل فيما لا يعنيهم، حتى لا يلحق الأذى والضرر بهم، على أغلب الناس، "أنا واحدة من ضمن الناس اللي تعرضت لموقف شخصي شوفته قدامي ومبلغتش وقتها".

كان للأم رد فعل قاطع وحاسم جراء هذا الموقف حينما تعرضت له فسرعان ما استدعت الشرطة للتحقيق في الأمر، "حصلت مع والدتي ووقتها اتخذت إجراء وبلغت لما موظف طلب منها رشوة علشان تقدر تجدد الرخصة بتاعتها".

"رشوة وواسطة ومحسوبية".. صور الفساد داخل المجتمع

وجه الفريق حملته التوعوية لفئة الشباب على وجه الخصوص، لإيمانهم بقدرتهم على التغيير ورفضهم تلك الموروثات الخاطئة التي اعتاد عليها البعض، لإنجاز مصالحهم ومهامهم، بخلاف كبار السن، متخذين شعار حملتهم الذي رمزوا إليه بمكتب ودرج مفتوح مملوءا بالأموال.

تطرق الفريق للرشوة داخل الجامعات، بغرض النجاح وتقصير الطرق لشراء أعلى الشهادات، "النجاح بالفلوس بقى أسهل طريقة بيحاول يوصل بها الراشي وهو ما يجعل منه بيئة فاسدة تؤذي نفسها ومن حولها، كالطبيب الذي يفتقر للوعي والإدراك والعلم لمعالجة الناس".

وعن التنفيذ العملي للمشروع، قالت لما: "أول جزء كان عبارة عن بحث عن أسباب الرشوة والإحصائيات التي تشملها حول العالم، إلى جانب الأبحاث والدراسات السابقة، ومواقف حياتية عاصرها البعض وحدثت معهم، إلى جانب ذكر الأسباب التي تجعل الأشخاص يحاربون الرشاوي والطرق التي تساعدهم على محاربة تلك الآفة المجتمعية".

إجراءات الحكومة للحد من ظاهرة الرشوة.. "تطبيق وخط ساخن وشكاوى وبلاغات"

توصل أعضاء الفريق للإجراءات التي قامت بها الحكومة المصرية لمواجهة الفساد والرشوة، وذكرت "لما"، "مع البحث لقينا الحكومة عاملة موقع اسمه بوابة الحكومة المصرية، ويتيح تقييم الخدمات التي نحصل عليها من أي مكتب حكومي سواء في إدارة المرور أو الصحة أو السجل المدني، وقدرتنا على تقديم شكاوى ومقترحات وكانت نسبة إنجازها تصل لحوالي 86٪، ولكن للأسف الناس معندهاش أي علم بيها، وعشان كده قررنا تعريف الناس وتوجيههم إليها إلى جانب الخط الساخن لهيئة الرقابة الإدارية".

وأشارت "لما"، لأهمية تطبيق "إجراءاتك"، والذي يساعد في الحد من ظاهرة الرشوة، قائلة: "هو أول تطبيق يدل المستخدم على الخطوات والمستندات المطلوبة لاستخراج وتجديد معظم الأوراق الحكومية وغير الحكومية".

استعان الفريق بمناقشة هذه الآفة من الناحية الدينية، وحرمتها في الآديان الإسلامية والمسيحية، لتوعية الشعب باللجوء لمشايخ الأزهر وللكنائس للحد من هذه الظاهرة، "الخطوة الثانية من المشروع قائمة على عقد الندوات مع الخبراء والمتخصصين ثم تصوير الإعلانات التوعوية".