رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ربة منزل عن الإغلاق الكلي يومي الجمعة والسبت: الحظر جمعنا

كتب: منة عبده -

10:27 م | الجمعة 03 أبريل 2020

حمدية السيد

في التاسعة صباحا خرجت من منزلها، ممسكة بيدها شنطة السوق، متجهة إلى أحد الأسواق الشهيرة التي تبعد مسافة قليلة من منزلها، والتي اعتادت على التردد عليه من حين لآخر، كي تشترى منه احتياجاتها من الخضار والأطعمة بكمية تكفي يومين الإغلاق الكلي يومي الجمعة والسبت للوقاية من كورونا، كي لا تحتاج إلى شيء والمحلات مغلقة.

٣٠٠ جنيه هي الميزانية التي وضعتها حمدية السيد، في منتصف الثلاثينات، ربة منزل، وإحدى سكان منطقة حدائق القبة، لشراء مستلزمات بيتها من طعام وشراب، بحيث تحضر قائمة مشتريات، تسجل فيها ما تحتاجه، كي لا تنسى، فتقول: "متعودة إني بنزل أشترى طلبات البيت يوم بيوم، لأن جوزي مش موظف، يعني رزقه باليوم مش بالشهر، لكن الظروف اللي بنمر بيها دلوقتي بتجبرني منزلش السوق كل يوم".

وأضافت لـ"الوطن"، أنها عند علمها بقرار الحكومة بتطبيق حظر كلي يومي الجمعة والسبت، وذلك منذ الأسبوع الماضي، طلبت من زوجها أن يجهز لها مبلغ وهو عائد من عمله يوم الأربعاء، كي تتمكن شراء ما يلزمها صباح الخميس، وتخزينه لاستخدامه خلال اليومين: "جهزت نفسي عشان أنزل يوم الخميس بدري، قبل الزحمة وعشان ألاقى خضار كويس، وأرجع البيت ألحق أحضر الغدا".

ساعتين قضتهم "حمدية" في التجول بالسوق ما بين التنقل بين محلات الخضار واللحوم والفواكه، إذ أنه على الرغم من وصولها إلى السوق مبكرا، إلا أنها وجدته ممتلئ بالأفراد، الذين تراصوا أمام البائعين: "الناس في السوق بتشتري كأنها آخر مرة تشتري فيها أكل، وبكميات كبيرة تزيد عن يومين".

كانت حصيلة "حمدية" من جولتها بالسوق، شراء ٥ كيلو طماطم، ٤ كيلو بطاطس، وكيلو لحمة، وفرخة، وبعض الخضروات المستخدمة في عمل السلطة، وبعض الكيلوهات من البرتقال والموز: "اشتريت الحاجات الأساسية واللي يقضوني يومين وزيادة، حتى التوابل والملح منستهمش".

لم تقتصر مشتريات "حمدية" على الأطعمة فقط، بل ذهبت أيضا إلى محل بيع المنظفات، لشراء الصابون ومسحوق الغسيل، كي لا تضطر إلى نزول أحد أولادها إلى الشارع: "اشتريت كل حاجة ممكن أحتاجها، عشان مفيش حد من ولادي ينزل طول اليومين".

وبعد انتهائها من جولتها بالسوق، عادت إلى منزلها، كي تحضر الطعام، لحين عودة زوجها من عمله في تمام الخامسة مساءا: "جوزي بس اللي بينزل الشغل لكن ولادي الاتنين في ٦ ابتدائي و٢ إعدادي، مبينزلوش من البيت من وقت تعليق الدراسة، حتى مفيش لعب في الشارع".

وأوضحت السيدة أن يوم الجمعة للمرة الأولى تجتمع فيه مع زوجها وأولادها بالمنزل طوال النهار، وذلك بسبب تطبيق الحظر، لأن زوجها كان ينزل إلى عمله يوم الجمعة، ويعود متأخرا، وأولادها طوال اليوم كانوا يقضونه مع أصحابهم بالشارع، وتظل بالمنزل بمفردها لحين رجوعهم: "مبسوطة بالحظر لأنه جمعنا كلنا في البيت، وده مكنش بيحصل قبل كده".

"فشار وحمص شام وشيبسى".. هم أساليب "حمدية" للتسلية يومي الجمعة والسبت، إذ تحضرهم في المساء بعد تناول وجبة الغداء، وتجلس وسط أسرتها لمشاهدة التليفزيون: "بحاول أعمل لجوزي وأولادي أي حاجة تسليهم، وتكون معمولة في البيت، أحسن ما يشتروا حاجات جاهزة من برة".

وأنهت "حمدية" حديثها، بقولها: "مفيش أحلى من لمة الأسرة في البيت، هي الحاجة الوحيدة اللي بتطمنا في الأزمة اللي إحنا فيها دي".