رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

لم استطع منع دموعي.. حكاية فوتو سيشن شاهدها 50 مليون شخص لمريضة سرطان

كتب: غادة شعبان -

05:55 م | الخميس 23 يناير 2020

جلسة تصوير لسيدة أمريكية

لم تقوى ابتسامتها وضحكاتها على إخفاء لحظات الضعف والانكسار، حان موعد تنفيذ القرار الأصعب في حياة أي إمرأة، وهو التخلي عن شعرها سر جمالها بفعل سرطان الثدي الذي أفسد حياة الأمريكية "ربيكا هاولز"، لتقرر توثيق رحلتها معه بجلسة تصوير برفقة زوجها وأبنائها الثلاثة، بعدسة صديقتها المصورة الفوتوغرافية "جيني كابيلان".

تزينت وارتدت فستانها الوردي، وصففت شعرها، بدت وكأنها تترقب قضاء سهرة مليئة باللحظات المشرقة التي لا يشوبها الحزن، ولكن كان بانتظارها ألم شديد، جلست اربيكا على كرسي، والتفت حولها زوجها وعائلتها مرتدين ملابس بيضاء، أمام إحدى شواطئ أمريكا الشمالية، يشاركونها أصعب لحظاتها.

روت المصورة الفوتوغرافية جيني كابيلان، كواليس جلسة التصوير التي وصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بكونها أفضل جلسة لعام 2020.

"كان هذة الجلسة مختلفة عما صورته من قبل، حاولت خلالها منع نفسي من البكاء، استيقظت حينها في تمام الساعة الخامسة صباحًا، لتهدئة أعصابي، كونها صديقتي من 11 عامًا"، بهذه العبارة بدأت "جيني" حديثها لـ"الوطن"، مضيفة: "وصلنا إلى الشاطئ في وقت مثالي، كل شئ لا يزال هادئًا من أمواج المحيط والنسيم، صمت السكون والعواطف تسكن الجميع، شاهدت قوة المرأة متلخصة في هيئة ربيكا، التي تقاتل شيئًا قاسيًا أمام أطفالها وزوجها، وجدتهم يتبادلون نظرات تحمل الخوف والشجاعة والقوة، لم يشهدوها حتى الآن، قوة الأمهات لأطفالهن، شعرت أنها ستربح هذه الحرب".

في أغسطس الماضي جرى تشخيص مرض ريبيكا، "إنه سرطان الثدي في مرحلتة الثالثة، بدأت في العلاج الكيميائي، وتساقط شعرها شيئًا فشيئًا، وعندما أخبرتني بأنها مصابة بالسرطان، تحدثنا عن إجراء جلسة بقطع شعرها، انتظرنا بعد ثلاث جلسات كيميائية عندما بدأ تساقط شعرها، رتبنا في اليوم للذهاب إلى الشاطئ عند شروق الشمس".

مشاعر مقتضبة عاشتها المصورة الفوتوغرافية مع صديقتها المريضة، خلال مدة تصوير الجلسة والتي استغرقت ساعة كاملة، "رغم قصر المدة الإ أنني شعرت وكأنه عمرًا كاملًا،  كان الأمر عاطفيًا بالنسبة لي لرؤية صديقي تمر بهذه العملية، وأنا أشرف على تصويرها، شعرت بالعجز والغضب من السرطان والحزن ووفرة شديدة من الحب في نفس الوقت، كانت عيناي ممتلئة بالدموع وكانت يدي تهتز أثناء التقاط الصور".

لحظت مريرة عاشتها الزوجة ولكنها تماسكت وقررت التخلص من شعرها للتبرع به، "كانت دقات قلبها تتسارع، استطعت سماع صوتها من خلال عدستي، فحاول زوجها تهدئة روعها ممسكًا بيدها، ونظرات الحب تغمر وجهه، وبيده مقص وهو يردد سيدتي الجميلة تبدين أجمل فتاة في العالم، ما جعلها لم تستطع احتباس دموعها وأجهشت بالبكاء".

وواجهت الأسرة بأكملها هذه المحنة بابتسامة تخفي الألم الشديد والصمود، إيمانًا بأن السرطان لن يمنعهم من الفرحة.

 وعلى الرغم من تألم الزوج إلا أنه قاوم محنته بالضحك، حتى تصمد الأسرة ولا ترفع راية الاستسلام أمام هذا المرض اللعين، "كانت ضحكاتها تتلاشى شيئًا فشيئًا حتى تلك اللحظة التي رأت في المرأة أنها أصبحت حليقة الرأس، ما جعل الصمت سائد الموقف حتى التفت حولها أبنائها الثلاثة مشيدين بجمالها ورقتها، مرددين: تبدين جميلة".

انتشرت الصور بسرعة البرق، لتحصل على لقب أفضل "فوتوسيشن" في عام 2020 بشهادة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، "لم أكن أتوقع انتشارها عبر صفحات السوشيال ميديا، نشرت صوراً لقصة ريبيكا هاولز على صفحة رحلة ريبيكا، التي أعدها لها عائلتها كنوعُ من الدعم، لم نكن نعرف أنه سوف يذهب في جميع أنحاء العالم".

واختتمت المصورة الفوتوغرافية حديثها لـ"الوطن"، مضيفة: "جرت مشاركة الصور أكثر من 350 ألف، وتخطت عدد مشاهدتها أكثرمن 60 مليون مرة، يمكنني أن أجدها وأحصيها، لقد كان من المدهش حقًا كيف أعطت قصة ريبيكا الأمل وألهمت الآخرين بطريقة مؤثرة، لقد غمرنا كلاهما بالرد والرسائل التي يصعب مواصلتها".