أحبت الرياضة وأصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتها، اختارت لعبة خُصصت للشباب لكونها تشكل خطورة على الفتيات، استطاعت إيمان علي يوسف، صاحبة الـ23 عامًا، ابنة محافظة الشرقية، والتي تدرس بكلية الطب، بالفرقة الخامسة الجمع بين التفوق الرياضي والعلمي في آنٍ واحد، من خلال احتراف رياضة الهوكي، والالتحاق بفريق سيدات الهوكي الأرضي بنادي المحافظة، وإحراز العديد من البطولات على المستويين المحلي والدولي، والتي كان آخرها بطولة أفريقيا للأندية، والفوز بلقب أفضل حارس مرمى.

لم تقف الرياضة حائلًا وراء إثبات إيمان نفسها من الناحية العلمية، فبجانب أداء التمارين، تحافظ على تقديراتها كل عام، وقالت خلال حديثها لـ"الوطن": "بنظم وقتي بين الكلية والمذاكرة والتمرين، الهوكي بالنسبة ليا كان حلم، وفي ثانوية عامة حصلت على دورى 96 ودوري درجة أولى".

لم تخشَ حارس المرمى الإصابات التي تتعرض لها بين الحين والأخر، فتجدها تدافع عن الكرة داخل الملعب بقوة حتى لا يستطع الفريق المنافس تسجيل أهداف في مرماها، "بلعب من 5 ابتدائي، وحصلت على 14 بطولة، سواء في الدوري أو كأس السوبر وكأس مصر إلى جانب دخول الفريق للمربع الذهبي، ومشاركتنا في البطولات الأفريقية والتي كانت آخرها في عام 2017، في كينيا".

استطاعت إيمان برفقة زميلاتها داخل الفريق إثبات أنفسهن والتتويج ببطولة أفريقيا، ذلك الحلم اللاتي سعين لتحقيقه منذ أكثر من عشرين عامًا، رغم افتقارهن للإمكانيات التي تؤهلن للإنضمام لبطولة أفريقيا على مدار العامين السابقين، "الظروف مكانتش مهيئة لسفرنا، بالإضافة لعدم وجود دعم كافٍ، وأتيحت لنا الفرصة هذا العام للمشاركة لكون مصر المحتضن للبطولة، ما جعلنا نتمكن من المشاركة كونها تُقام على أرضنا، وكابتن أحمد عبدالكافي مدرب حراس المرمى ومدير فني قطاع الناشئات بالنادي، كان بيشجعنا وبيحثنا على المشاركة وإثبات كفائتنا وقدراتنا فكان يقوم بإعدادنا وتهيئتنا من خلال المعسكرات التي يقوم بإعدادها للمحافظة على المستوى العام للفريق، إلى جانب إقامة المباريات المختلفة بيننا وبين فريق الشباب".

واجهت إيمان مشكلة كبرى قبل المشاركة في بطولة أفريقيا، ولكن بفضل تشجيع ودعم المدرب الخاص بها استطاعت اجتياز العقبات، "انقطعت عن التدريبات لمدة 7 شهور، وقبل البطولة بحوالي 15 يوم، كان عندي امتحانات في الكلية، والكابتن كان بيشجعني إني أنزل واتمرن، وبيقولي سيبي البطولة على ربنا، كنت خايفة إن ميكونش مستوايا يأهلني للبطولة، وكان عاملي ضغط نفسي وعصبي وذهني، وبفضل ربنا قدرنا نجتاز البطولة وننتصر على فريق"GRA الغاني بهدف نظيف، على ملعب هيئة قناة السويس، بالإسماعيلية، وحصلت على لقب أفضل حارس مرمى في أفريقيا".

سعادة بالغة سيطرت على الفريق فور إعلان فوزهن ببطولة أفريقيا، والانتصار على فريق"GRA"، الغاني، كونهن واجهن صعوبات بالغة خلال هذه المباراة، "كل سنة كنا بنحضر مباريات الشباب، وبنتمنى نلعب معاهم ونشارك في الفاينل، ولما كسبنا مكناش مصدقين إن حلم أكثر من 20 سنة بيتحقق قدامنا وعلى أرضنا وسط تشجيع الكثيرين، الموضوع كان بالنسبة لينا إنجاز، معندناش منتخب للفتيات، كنت بقول للفريق نكسب لينا مش لأى حد تاني، وده بيخلي فكرة إن يكون العين علينا وإثبات إن في بنات قادرة إنها تحقق إنجاز وهيخلي الاتحاد يفكر يعمل منتخب للناشئين الصغيرين".