وسط الطبيعة الصحراوية الخلابة، والكثبان الرملية وشلالات المياه، انتقل الزوجان هينار يحيي ومحمود هولاكو، للعصر الحجري والحياة البدائية بجميع أشكالها، بعدسة المصور الفوتوغرافي عبدالفتاح أبو طالب، والذي استطاع في 6 ساعات، تصوير الحياة البرية والصحراوية وتعايش الإنسان في عصر ما قبل التكنولوجيا والآلات، مجسدة في الزوجين اللذين يخضعان لجلسة تصوير الأولى من نوعهما في حياتهم بعد مرور 10 أعوام على زواجهما.

"خشب ورمح، منزل من الخوص، وملابس من الكتان"، أدوات بدائية بسيطة استعان بها المصور أبو طالب لتصوير الحياة البدائية، والذي روى كواليس جلسة التصوير خلال حديثه لـ"الوطن"، "بحب أعمل أفكار شبه الأفلام في هيئة صور فوتوغرافية، وكانت الفكرة دي مسيطرة عليا منذ سنوات، ولكن كانت تواجهني عدم تقبل الكثيرين واستيعابهم لما أريد القيام به، إلى أن تعرفت على الزوجين هيناروهولاكو، وقمت بعرض الفكرة عليهم ووافقوا على تنفيذها".

لم يخضع الزوجان لجلسات تصوير طيلة فترة زواجهم، حيث تزوجا منذ أكثر من 10 أعوام، وكان الإعتماد سابقًا على الإستديوهات الفوتوغرافية قبل انتشار الفوتوسيشن، ما جعل الثنائي يتواصلا مع أبو طالب لمساعدتهم في الخضوع لجلسة خارج الصندوق وبعيدًا عن المعتاد، "عرضت عليهم فكرة الرجوع للعصر الحجري القديم، وترددا في بادئ الأمر ولكنهما وافقا عليها".

استغرق التحضير لجلسة التصوير قرابة الـ3 أسابيع، ما بين تصميم الأزياء والإكسسوارات، واختيار المكان المناسب للتصوير، والذي وقع الاختيار على محمية وادي الريان، بمحافظة الفيوم، نظرًا لطبيعتها الساحرة  فهي من المحافظات المعروفة باحتوائها على كثير من المناطق الطبيعية الخلابة، بالإضافة لمنطقة الشلالات، "خدتهم في مكان يبان إنه بدائي وعصر قديم، وصحراء وشلالات، وكان الأنسب وادي الريان، واستغرق التصوير حوالي 6 ساعات متواصلة".

تعاون أبو طالب مع مصممة الأزياء مي مصطفي، التي أستطاعت في فترة وجيزة إعداد الأزياء المناسبة للجلسة، "تواصلت مع مي وشرحتلها الفكرة من البداية ونسقنا مع بعض الملابس والإكسسوارات، وأخدت مقاسات الزوجين وبعد أسبوع كانت مخلصة التصميمات".

نوع المصور الفوتوغرافي في الكادرات ولقطات التصوير، محاولًا إبراز الحياة البسيطة التي يعيشها الإنسان البدائي والتي يمكنها أن تجعل صاحبه يعيش في هدوء يملؤه الحب والسكينة، "كنت بنوع في الكادرات وبوضح قصة حبهم حتى لو عايشين في مكان بسيط، إلى جانب طرق حصولهم على الطعام من خلال ممارسة صيد الأسماك".

لم يتفاجأ أبو طالب من تداول الجلسة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فلم تكن هذه التجربة الأولى التي يحظى من خلالها باهتمام الرواد بأعماله، فهو صاحب فوتوسيشن الذي ذاع انتشاره لعدد من الفتيات الذي خرج من خلاله عن العرف التقليدي للتصوير، فبدلًا من التصوير في الحدائق والأماكن العامة انتقل إلى التصوير في المناطق الصحراوية، وبمعدات هندسية، "السيشن الأول عمل ضجة كبيرة وقتها ولفت انتباه كثير، وكنت متوقع للسيشن ده إنه يسمع بالشكل ده".